(فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(١)
قال ابن عباس فى رواية عطاء : فى قوله تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ :) هو أن الله تعالى إذا قسم النّور يوم القيامة للجواز على الصّراط أعطى المنافقين مع المؤمنين نورا ، حتّى إذا ساروا على الصّراط طفئ نورهم ، قال : فذلك قوله : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) حيث يعطيهم ما لا يتمّ ولا ينتفعون به.
وروى عنه ـ أيضا ـ أنّه قال : هو أنّ الله تعالى يطلع المؤمنين ، وهم فى الجنّة على المنافقين ، وهم فى النّار ، فيقولون لهم : أتحبّون أن تدخلوا الجنّة؟ فيقولون : نعم. فيفتح لهم باب من الجنّة ، ويقال لهم : ادخلوا (٢) ؛ فيسيرون وينقلبون فى النّار ، فإن انتهوا إلى الباب سدّ عنهم (٣) ، وردّوا إلى النّار ، ويضحك المؤمنون منهم ، فذلك قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (٤) . عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (٥).
أخبرنا أحمد بن عبد الله المخلدىّ ، أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ ، حدّثنا محمد بن شاذان بن علىّ ، حدّثنا عمرو بن زرارة الكلابىّ ، حدّثنا (٦) أبو جنادة ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عدىّ بن حاتم قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يؤمر يوم القيامة بناس من النّاس إلى الجنّة ، حتّى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ، ونظروا إلى قصورها ، وإلى ما أعدّ الله لأهلها فيها ، نودوا أن اصرفوهم [عنها](٧) لا نصيب لهم فيها ـ. قال : فيرجعون
__________________
(١) سورة البقرة : ١٩٤.
(٢) أ : «ادخلوا الجنة».
(٣) أ ، ب : «سد عليهم».
(٤) حاشية ج : «أى : يضحك المؤمنون حال كونهم على الأرائك».
(٥) سورة المطففين : ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٦. هذا المعنى روى ـ بنحوه ـ عن ابن عباس : (الدر المنثور ١ : ٣١) و (تفسير الطبرى ١ : ٢٠٨ ، ١٩ : ٢٦٨).
(٦) أ ، ب «قال أبو جنادة».
(٧) ما بين الحاصرتين إضافة من الحديث الآتى فى سورة النساء عند معنى الآية ١٤٢.