وقوله تعالى : (وَما يَشْعُرُونَ) أى : وما يعلمون أنّهم يخدعون أنفسهم ، وأنّ وبال خداعهم يعود عليهم.
١٠ ـ قوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)
قال ابن عباس وابن مسعود والحسن وقتادة وجميع المفسّرين : أى شكّ ونفاق (١).
وقال الزجاج : المرض فى القلب : كلّ ما خرج (٢) به الإنسان عن الصّحة فى الدّين.
وقوله تعالى : (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً)
أى : بما أنزل (على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم) (٣) ـ من القرآن فشكّوا فيه ، كما شكّوا فى الذى قبله.
قوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
«الأليم» بمعنى : المؤلم (٤) ، كالسّميع بمعنى : المسمع ؛ وهو العذاب الذى يصل وجعه إلى قلوبهم.
«قوله تعالى» : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ)(٥)
«ما» فى تأويل المصدر ؛ أى بتكذيبهم وبكونهم مكذّبين.
وقرأ أهل الكوفة : (يَكْذِبُونَ) ـ بالتّخفيف ـ من الكذب ، وهو أشبه بما قبله
__________________
(١) (تفسير الطبرى ١ : ٢٧٩ ـ ٢٨٠) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٣٢).
(٢) أ ، ب : «يخرج» حاشية ج : «وأصل المرض : الضعف ، وسمى الشك فى الدين مرضا ؛ لأنه يضعف الدين ، كالمرض يضعف القلب».
(٣) الزيادة عن أ ، ب.
(٤) (تفسير الطبرى ١ : ٢٨٣ ـ ٢٨٤).
(٥) فى المخطوط : «يكذبون» ـ بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال ـ ؛ وهى قراءة عظم قراءة أهل المدينة والحجاز والبصرة ـ وما أثبت ؛ بفتح الياء وسكون الكاف ، وتخفيف الذال ـ حسب الرسم العثمانى للمصحف ـ ؛ وهى قراءة حمزة وعاصم والكسائى ، وكذا خلف ـ من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم ـ ، وافقهم الحسن والأعمش. (تفسير الطبرى ١ : ٢٨٤) و (إتحاف فضلاء البشر ١٢٩) و (البحر المحيط ١ : ٦٠).