والمعنى : فأعلموا من لم ينته عن ذلك بحرب ، وإذا أمروا بإعلام غيرهم علموا هم لا محالة.
قال سعيد بن جبير : يقال يوم القيامة لآكل الرّبا : خذ سلاحك للحرب (١).
وقوله : (وَإِنْ تُبْتُمْ) أى : عن الرّبا (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ)
وإنّما شرط التّوبة ؛ لأنّهم إن لم يتوبوا كفروا بردّ حكم الله ، وصار مالهم فيئا للمسلمين ، فلا يكون لهم رءوس أموالهم.
وقوله : (لا تَظْلِمُونَ) أى : بطلب الزّيادة (وَلا تُظْلَمُونَ) بالنّقصان عن رأس المال.
قال المفسّرون : لمّا نزلت هذه الآية قالت الإخوة المربون (٢) ـ يعنى ثقيفا ـ : بل نتوب إلى الله عزوجل ، فإنّه لا يدان لنا (٣) بحرب الله ورسوله ، فرضوا برأس المال ، وسلّموا لأمر الله عزوجل ، «فشكا» (٤) بنو المغيرة العسرة ، وقالوا : أخّرونا إلى أن تدرك الغلّات ، فأبوا أن يؤخّروا ، فأنزل الله تعالى قوله :
٢٨٠ ـ (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ)(٥) ؛ و «كان» ـ هاهنا ـ بمعنى : وقع وحدث ، أى : وإن وقع غريم ذو عسرة. «والعسرة» : اسم (٦) من الإعسار ؛ وهو تعذّر الموجود من المال.
وقوله : (فَنَظِرَةٌ) «النّظرة» : اسم من الإنظار ؛ وهو الإمهال. يقال : بعته بنظرة وبإنظار. والمعنى : فالذى تعاملونه به نظرة ؛ أى : تأخير (إِلى مَيْسَرَةٍ) وهى
__________________
(١) على ما فى (تفسير القرطبى ٣ : ٣٦) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٩) و (البحر المحيط ٢ : ٣٣٩).
(٢) حاشية ج : «أى : الآخذون الربا».
(٣) حاشية ج : «أى : لا طاقة ولا قوة لنا».
(٤) ج : «فشكوا» والمثبت عن أ ، ب و (البحر المحيط ٢ : ٣٣٩).
(٥) راجع (أسباب النزول للواحدى ٨٨) و (معانى القرآن للفراء ١ : ١٨٢) و (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٧) و (البحر المحيط ٢ : ٣٣٩).
(٦) ب : «الاسم». انظر (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٨٩).