مفعلة ؛ من اليسر (١) الذى هو ضدّ العسر ؛ وهو تيسّر الموجود من المال. يقال : ميسرة وميسرة وميسور.
ومهما علم الإنسان أنّ غريمه معسر حرم عليه حبسه ، وملازمته ومطالبته بماله عليه ، ووجب عليه الإنظار إلى وقت يساره.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّى ، أخبرنا أبو سهل محمد بن أحمد ابن الحسين الزّجاج ، أخبرنا (٢) محمد بن أيوب ، أخبرنا القعنبىّ ، حدّثنا عبد الله بن زيد ابن أسلم ، عن أبيه ، عن أبى اليسر (٣) ، قال :
سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «من انظر معسرا أو وضع عنه (٤) أظلّه الله فى ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه» (٥).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرى ، حدّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، حدّثنا بحر بن نصر ، حدّثنا ابن وهب ، أخبرنى يونس ، عن ابن شهاب ، أنّ عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة ، حدّثه : أنّه سمع أبا هريرة يقول :
سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم يقول : «كان الرجل يداين النّاس ، فإذا أعسر المعسر (٦) ، قال لفتاه : تجاوز عنه ، فلعلّ الله يتجاوز عنّا ، فلقى الله فتجاوز عنه». رواه مسلم (٧) عن حرملة عن ابن وهب.
وقوله : (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
__________________
(١) كما فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٨) و (إتحاف البشر ١٦٦) و (البحر المحيط ٢ : ٣٢٠).
(٢) ب : «حدثنا».
(٣) قال الحضرمى : هو بفتح الياء والسين وراء فى آخره. واسمه كعب بن عمرو ، شهد مع النبى صلىاللهعليهوسلم بدرا وما بعدها ، وله عنه رواية. انظر (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٦ و).
(٤) ب ، ج : «له» والمثبت عن أ.
(٥) هذا الحديث رواه مسلم وابن ماجه والإمام أحمد عنه ، كما فى (صحيح مسلم ٢ : ٣٩٤ طبعة بولاق) و (سنن ابن ماجة ، باب إنظار المعسر ١ : ٨٩ حديث ٢٤١٩) و (مسند أحمد ٣ : ٤٢٧).
(٦) ب : «فإذا أعسر عنه».
(٧) هذا الحديث رواه مسلم بهذا السند ، بألفاظ مختلفة ، عن أبى هريرة. انظر (صحيح مسلم ، باب فضل إنظار المعسر والتجاوز فى الاقتضاء من الموسر والمعسر ٢ : ٧١ ، ٧٢).