حتّى إنّ اللّقمة لتصير (١) مثل أحد» وتصديق ذلك فى كتاب الله عزوجل : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ)(٢)(،) و (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ)(٣).
وقوله : (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ) أى : بتحريم الرّبا لا يصدّق الله ورسوله فى ذلك (أَثِيمٍ) أى : فاجر بأكله. ومعنى «لا يحبّه الله» : لا يثنى عليه ولا يثيبه ولا يرتضى فعله.
٢٧٧ ـ قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) تفسير هذه الآية قد تقدّم فيما مضى (٤).
٢٧٨ ـ قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا)(٥)
أخبرنا أبو بكر التّميمىّ ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الرّازىّ ، حدّثنا سهل بن عثمان ، حدّثنى داود ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قال :
كانت ثقيف قد صالحوا النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ؛ على أنّ لهم رباهم على النّاس ، وما كان عليهم (٦) من ربا فهو موضوع ـ وكان بنو عمرو بن عمير يأخذون الرّبا (٧) على بنى المغيرة ، فجاء الإسلام ولهم مال كثير ، فجاءوا يطلبون الرّبا من (٨) بنى المغيرة ، فرفع ذلك بنو المغيرة إلى عتّاب بن أسيد ـ وكان النّبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قد استعمل عتّابا
__________________
(١) ب : «تصير».
(٢) سورة التوبة : ١٠٤.
(٣) هذا الحديث أخرجه الترمذى عنه ، فى (صحيحه ، أبواب الزكاة ، باب ما جاء فى فضل الصدقة ١ : ١٢٨) وانظر (مسند الإمام أحمد ٢ : ٤٧١) و (تحفة الأحوزى ، كتاب الزكاة ٣ : ٣٣٠).
(٤) انظر معنى ذلك فيما سبق عند شرح الآيتين ٤٣ ، ٨٢ من سورة البقرة.
(٥) ب : «ما بقى من الربا .. الآية».
(٦) حاشية ج : «أى : على ثقيف من الربا لغيرهم فهو موضوع عنهم ، أى عن ثقيف».
(٧) حاشية ج : «معناه : يأخذ بنو عمرو الربا الذى كان على بنى المغيرة ، فقالت بنو المغيرة : والله ما نعطى الربا فى الإسلام وقد وضعه الله تعالى عن المؤمنين».
(٨) ب : «عن بنى المغيرة».