ابن يزيد البجلىّ ، حدّثنا بيان بن بشر ، حدّثنا إسماعيل بن أبى خالد ، عن عامر ، عن الحرث ، عن علىّ رضى الله عنه ، قال :
لعن النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى الرّبا خمسا : آكله ، وموكله ، وشاهديه. وكاتبه (١).
٢٧٦ ـ قوله : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا)
«المحق» : نقصان الشّىء (٢) حالا بعد حال ؛ ومنه «المحاق فى الهلال». يقال : محقه الله فانمحق وامتحق.
قال المفسّرون : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) أى : ينقصه ويذهب ، بركته ، وإن كان كثيرا كما يمحق القمر.
وقال ابن عباس فى رواية الضّحاك : يعنى لا يقبل منه صدقة ؛ ولا جهادا ، ولا حجّا ، ولا صلة (٣).
(وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) أى : يزيد فيها ، ويبارك عليها.
قال عطاء عن ابن عباس : ويربّى الصّدقات لصاحبها ، كما يربّى أحدكم فصيله (٤).
أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا محمد بن الحسين بن الخليل ، حدّثنا سهل بن عمّار ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا عبّاد بن منصور النّاجىّ ، قال : سمعت القاسم بن محمد يقول : سمعت أبا هريرة يقول :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّ الله عزوجل يقبل الصّدقات ، ولا يقبل منها إلّا الطّيّب ، ويأخذها بيمينه فيربّيها ، كما يربّى أحدكم مهره أو فلوّه (٥) ،
__________________
(١) هذا الحديث رواه مسلم فى (صحيحه ، باب الربا ـ بيع الطعام مثلا بمثل ٣ : ١٠٠) عن جابر وعبد الله بن مسعود ؛ وكذا ابن ماجه فى (سننه ، كتاب التجارات ، باب التغليظ فى الربا ٢ : ٧٦٤ ، حديث ٢٢٧٧).
قوله : (آكل الربا) أى آخذوه ولو لم يأكل. (موكله) أى معطيه. إنما لعن الكل لمشاركتهم فى الإثم. (حاشية سنن ابن ماجة).
(٢) ب : «النقصان فى الشىء».
(٣) ج : «ولا صلاة» والمثبت عن أ ، ب وقول الضحاك ، كما فى (تفسير القرطبى ٣ : ٣٦٢) و (البحر المحيط ٢ : ٣٣٦) و (الفخر الرازى ٢ : ٣٧٥) وفيه : ولا صلة رحم».
(٤) وفى الحديث : «ما نقصت زكاة من مال قط» ، كما فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٧).
(٥) حاشية ج : «الفلو ـ أيضا ـ : مهره ولكن للراوى شك فى أن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تلفظ بالمهر أو بالفلو».