يريد : جميع سيّئاتكم (١). ([وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ])(٢)
٢٧٢ ـ قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ)
أخبرنا أحمد بن محمد بن (٣) أحمد بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدّثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد الرّازىّ ، حدّثنا سهل بن عثمان العسكرى ، حدّثنا جرير ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبى المغيرة (٤) ، عن سعيد بن جبير قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «لا تصدّقوا إلّا على أهل دينكم» ، فأنزل الله : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «تصدّقوا على أهل الأديان» (٥).
وبهذا الإسناد (٦) عن سهل ، حدّثنا ابن نمير ، عن الحجاج ، عن سالم المكىّ ، عن ابن الحنفيّة قال :
كان المسلمون يكرهون أن يتصدّقوا على فقراء المشركين حتى نزلت هذه الآية : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) فأمروا أن يتصدّقوا عليهم (٧).
قال المفسّرون : نزلت هذه الآية ـ حين جاءت قتيلة ، أمّ أسماء بنت أبى بكر ، رضى الله عنه ، إليها تسألها ، وكذلك جدّتها ـ وهما مشركتان ـ ، فقالت : لا أعطيكما
__________________
(١) كما فى (تفسير القرطبى ٣ : ٣٣٦) و (البحر المحيط ٢ : ٣٢٦) وقد ذكر صاحب (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٦٤) ثلاثة أوجه فى دخول «من» ؛ أحدها ـ وهو الأصح ـ : ونكفر عنكم بعض سيئاتكم ؛ لأن السيئات كلها لا تكفر إنما يكفر بعضها ..».
(٢) أى : ذو خبرة وعلم ، لا يخفى عليه شىء منه ، كما فى (مختصر تفسير الطبرى ١ : ٧٢).
(٣) الإثبات عن أ ، ب و (أسباب النزول للواحدى ٨٢).
(٤) ج : «جعفر بن المغيرة» والمثبت عن أ ، ب و (أسباب النزول للواحدى ٨٢).
(٥) انظر (أسباب النزول للواحدى ٨٢ ـ ٨٣).
(٦) يشير بهذا إلى الإسناد السابق وهو : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد الرازى ، حدثنا سهل ...» كما فى (أسباب النزول للواحدى ٨٣).
(٧) على ما جاء فى (أسباب النزول للواحدى ٨٣).