مقرّين بأنّها ممّا يثيب الله عليها (١). (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ)(٢) : وهى ما ارتفع من الأرض.
وقرئ بفتح الرّاء ، وهما لغتان. (أَصابَها وابِلٌ :) وهو المطر الشّديد (٣)(فَأَتَتْ :) أدّت وأعطت (أُكُلَها :) ما يؤكل منها ؛ ومنه قوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ)(٤) والضمّ والتخفيف (٥) لغتان. قال المفسّرون : (أكلها) : ثمرها.
وقوله : (ضِعْفَيْنِ) قال ابن عباس : حملت فى سنة من الرّيع ما تحمل غيرها فى سنتين (٦).
وقوله : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ) أى : وأصابها طلّ ؛ وهو المطر اللّيّن الصّغار القطر. يقال : طلّت السّماء تطلّ طلّا فهى طلّة (٧). وطلّت الأرض فهى مطلولة.
والمعنى : فأصابها طلّ ، فتلك حالها فى إيتاء الثّمر وتضاعفه (٨) ، لا ينقص بالطّلّ عن مقداره بالوابل. تقول : كما أنّ هذه الجنّة تثمر فى كلّ حين ، ولا تخيّب صاحبها ، قلّ المطر أو كثر ، كذلك يضعّف (٩) الله ثواب صدقة المؤمن المخلص قلت نفقته أم كثرت.
__________________
(١) كما فى (اللسان ـ مادة : ثبت) و (الفخر الرازى ٢ : ٣٥٣) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣١٥).
(٢) فى الأصل المخطوط : «بِرَبْوَةٍ» ـ بضم الراء ، وما أثبت بفتح الراء حسب الرسم العثمانى للمصحف ؛ وقد اختلف القراء هنا وفى سورة المؤمنون ؛ فابن عامر وعاصم ـ بفتح الراء .. ، وافقهما الحسن ، وعن المطوعى كسرها. والباقون بالضم ؛ كما فى (إتحاف البشر ١٦٣) و (الدانى ٨٣) و (البحر المحيط ٢ : ٣١٢).
(٣) ب : «وهو أشد من المطر».
(٤) سورة إبراهيم : ٢٥.
(٥) ج : «أى : ضم الكاف ، والتخفيف ، أى : إسكان الكاف» فى (إتحاف البشر ١٦٣) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣١٦) «قرأ نافع وابن كثير وأبو عمر : «أكلها» بسكون الكاف ؛ وفارقهما أبو عمرو فيما أضيف إلى مذكر مثله «أكله» أو كان غير مضاف إلى شىء مثل (أكل خمط) [سورة سبأ : ١٦] فثقل أبو عمرو ذلك ، وخففاه ؛ وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائى فى جميع ما ذكرناه بالتثقيل».
(٦) كما جاء فى (البحر المحيط ٢ : ٣١٢) و (الوجيز للواحدى ١ : ٧٨) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣١٧) وهو قول عطاء ، على ما فى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٥٤).
(٧) ب : «تطل طلالة». انظر (اللسان ـ مادة طلل).
(٨) ب : «فى أثناء الثمر فيضاعفه».
(٩) ب : «يضاعف».