و «الرّئاء» فعال من المراءاة ، كما يقال : قتال ومقاتلة : والهمزة فيه عين الفعل (١).
([وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ] فَمَثَلُهُ) أى : مثل هذا المنافق المرائى (كَمَثَلِ صَفْوانٍ :) وهو الحجر الأملس (عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ) : وهو المطر الشديد.
يقال : وبلت السّماء تبل وبلا (فَتَرَكَهُ صَلْداً) : وهو الأمس اليابس.
يقال : حجر صلد ، وجبين صلد ؛ إذا كان برّاقا أملس (٢).
وهذا مثل ضربه الله تعالى لعمل المرائى ، وعمل المانّ المؤذى ، يرى الناس فى الظاهر أنّ له عملا ، كما يرى التّراب على هذا الحجر ، فإذا كان يوم القيامة بطل عمله ؛ لأنّه لم يكن لله ، كما أذهب المطر ما كان على الحجر من التّراب ، فلا يقدر أحد على ذلك التّراب الذى أزاله المطر عن الحجر (٣) ؛ وهو قوله : (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) أى : على ثواب شىء (مِمَّا كَسَبُوا) أى : لا يؤجرون على ما أنفقوا ، ولا يجدون ثواب ما عملوا (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) أى : لا يجعل جزاءهم على كفرهم أن يهديهم.
ثم ضرب مثلا لمن ينفق يريد ما عند الله ، ولا يمنّ ولا يؤذى :
٢٦٥ ـ فقال : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) «أى» : طلبا لرضا الله (وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) قال السّدّىّ وابن زيد : يقينا.
وقال الشعبىّ والكلبىّ : يعنى تصديقا من أنفسهم (٤). قال الزّجاج : ينفقونها
__________________
(١) ب : «والهمزة فيه عين الفعل ، كما يقال : قتال ومقاتلة».
(٢) (الصلد : هو كل ما لا ينبت شيئا (كما فى اللسان ـ مادة : صلد) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٨٢) وبنحوه فى (الكشاف ١ : ٢٨٣).
(٣) حاشية ج : «تلخيص المعنى : مثل المان والمنافق فى صدقتهما يوم القيامة ، كحجر عليه تراب أزاله عنه المطر. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا : يا رسول الله : ؛ وما الشرك الأصغر؟ قال : «الرياء».
(٤) كما فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٤) و (الوجيز للواحدى ١ : ٧٨) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣١٤) و (البحر المحيط ٢ : ٣١١).