لئلا تضلّوا ، ولئلا تميد. وقال أبو العباس : تقديره : لدفع أن تبرّوا ، فحذف المضاف. ومعنى «أن تبرّوا» : أن تصنعوا الخير ، وتصلوا الرّحم ، وتأمروا بالمعروف ([وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ] وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ :) يسمع أيمانكم ويعلم ما تقصدون [بها](١)
٢٢٥ ـ قوله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ)
«اللّغو» : الكلام الذى لا فائدة فيه ولا يعتدّ به. يقال : لغا يلغو لغوا (٢).
قال ابن الأنبارىّ : «اللّغو» : ما يطرح من الكلام استغناء عنه ولا يفتقر إليه.
وقال الزجّاج : وكلّ ما لا خير فيه مما يؤثم فيه (٣) ، أو يكون غير محتاج إليه فى الكلام : فهو لغو ولغا.
وقال مجاهد وعكرمة والشّعبىّ : «لغو اليمين» : ما يسبق به اللسان من غير عقد (٤) ولا قصد ، ويكون كالصّلة للكلام ، مثل قول القائل : لا والله ، وبلى والله ، وكلّا والله ، ونحو هذا ؛ ولا كفّارة فيه ولا إثم ؛ وهذا قول عائشة (٥) رضى الله عنها. وقال ابن عباس فى رواية الوالبىّ : «لغو اليمين» : أن يحلف الإنسان على الشّىء يرى أنّه صادق فيه ، ثم يتبيّن له خلاف ذلك فهو خطأ منه غير عمد ، ولا كفّارة عليه فيه ، ولا إثم ، وهذا قول الحسن والنّخعىّ والزّهرىّ وقتادة والرّبيع والسّدّى.
وقال فى رواية وسيم : «اللّغو» : اليمين فى حال الغضب ، والضّجر من غير عقد ولا عزم ، وهو قول علىّ ـ رضى الله عنه ـ وطاوس (٦).
وقوله : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) أى : عزمتم وقصدتم ، لأنّ «كسب القلب» : العقد والنّيّة (وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) معنى «الحليم فى صفة الله» : الذى لا يعجل بالعقوبة بل يؤخّر عقوبة الكافرين والعصاة ، و «الحلم» فى كلام العرب معناه :
__________________
(١) ما بين الحاصرتين زيادة من (الوجيز للواحدى ١ : ٦١).
(٢) انظر (اللسان ـ مادة : لغا).
(٣) أى : ينتسب إلى الإثم. (اللسان ـ مادة : أثم).
(٤) حاشية ج : «من الاعتقاد».
(٥) حاشية ج : «أى : مختار العلماء المذكور هو قول مجاهد وعكرمة والشعبى». انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٣٩١ ـ ٣٩٢) و (تفسير القرطبى ٣ : ٩٩) و (البحر المحيط ٢ : ١٧٩).
(٦) على ما جاء فى (تفسير القرطبى ٣ : ٩٩ ـ ١٠١) و (تفسير ابن كثير ١ : ٣٩١ ـ ٣٩٣) و (البحر المحيط ٢ : ١٧٩) و (الفخر الرازى ٢ : ٢٤٩) و (اللسان ـ مادة : لغا).