قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ : فى قول الله عزوجل : (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) قال : «نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ، فهدانا الله لما اختلفوا فيه ، فاليوم لنا ، وغدا لليهود ، وبعد غد (١) للنّصارى» (٢).
وقوله : (بِإِذْنِهِ) أى : بعلمه وإرادته فيهم. وقال ابن عباس : يريد كان (٣) فى قضائى وقدرى. ([وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ]).
٢١٤ ـ قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ ...) الآية.
قال عطاء عن ابن عبّاس : لمّا دخل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ المدينة اشتدّ الضّرّ عليهم (٤) ؛ لأنّهم خرجوا بلا مال ، وتركوا ديارهم وأموالهم ، بأيدى المشركين ، [وآثروا رضا الله ورسوله](٥) ، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، [وأسرّ قوم من الأغنياء النفاق](٦) ؛ فأنزل الله عزوجل تطييبا لقلوبهم : (أَمْ حَسِبْتُمْ) معناه : بل أحسبتم (٧)(أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ) أى : ولم يأتكم و «ما» صلة. (مَثَلُ الَّذِينَ) أى : شبه الذين (تَدْخُلُوا :) مضوا (مِنْ قَبْلِكُمْ) من النّبيّين والمؤمنين. وفى الكلام حذف تقديره : مثل محنة الّذين ، أو مثل مصيبة الذين (تَدْخُلُوا)(٨) من قبلكم. و «المثل ، والمثل» واحد.
__________________
(١) حاشية ج : «قوله : فاليوم لنا ، يعنى يوم الجمعة ، وغدا لليهود ، يعنى : يوم السبت ، وبعد غد للنصارى يعنى يوم الأحد».
(٢) هذا الحديث أخرجه عبد الرازق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة ، بألفاظ مختلفة ، كما فى (الدر المنثور ١ : ٣٤٢ ـ ٣٤٣) و (تفسير ابن كثير ١ : ٣٦٥).
(٣) أ : «كان ذلك».
(٤) حاشية ج : «أى : على النبى وأصحابه».
(٥) ما بين الحاصرتين إضافة عن (أسباب النزول للواحدى ٦٠) و (البحر المحيط ٢ : ١٣٩) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٤).
(٦) ما بين الحاصرتين إضافة عن (أسباب النزول للواحدى ٦٠) و (البحر المحيط ٢ : ١٣٩) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٤).
(٧) انظر (معانى القرآن للفراء ١ : ١٣٢) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٤) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٧٢) و (الكشاف ١ : ٣٦٠).
(٨) الإثبات عن أ.