بـ (الْحَرْثَ) : الزّرع والنّبات ، وب (النَّسْلَ) : نسل الدّواب (١) ؛ على ما روى أنّه أهلك المواشى وأحرق الزّرع. (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) قال الكلبىّ عن ابن عباس : لا يرضى بالفساد والعمل بالمعاصى. وذكر فى تفسير (الْفَسادَ) ـ هاهنا ـ : الخراب وقطع الدّرهم (٢) وشقّ الثّياب ، لا على وجه المصلحة.
٢٠٦ ـ وقوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ) وذلك أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دعاه إلى إجابة الله فى ظاهره وباطنه (٣) ، فدعاه الأنفة والكبر إلى الإثم والظّلم ؛ وهو قوله : (أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) معنى (الْعِزَّةُ) ـ هاهنا ـ : المنعة والقوّة (٤).
قال قتادة : إذا قيل له مهلا مهلا ازداد إقداما على المعصية (٥). والمعنى : حملته العزّة وحميّة الجاهليّة على الفعل بالإثم. (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ :) كافيه الجحيم جزاء له وعذابا.
يقال : «حسبك كذا» ، أى : كفاك ، «وحسبنا الله» ، أى : كافينا الله. قال امرؤ القيس :
وحسبك من غنى شبع ورىّ (٦)
أى : يكفيك (٧) الشّبع والرّىّ.
(وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) جهنّم ، على معنى بئس الموضع وبئس المقرّ. و (الْمِهادُ) : جمع المهد ؛ وهو الموضع المهيّأ للنّوم (٨).
٢٠٧ ـ قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ...) الآية.
__________________
(١) روى هذا عن ابن عباس ، كما فى (الدر المنثور ١ : ٢٣٩) و (تفسير الطبرى ٤ : ٢٤٢) وبدون عزو فى (الوجيز للواحدى ١ : ٥٤).
(٢) حاشية ج : «أى : جعل الدرهم قطعتين وهذا فساد ، لأنه يصير قراضة».
(٣) أ : «فى ظاهر وبالجنة» وهو خطأ.
(٤) (اللسان ـ مادة : عزز) و (تفسير القرطبى ٣ : ١٩) و (البحر المحيط ٢ : ١١٧).
(٥) على ما جاء فى (تفسير القرطبى ٣ : ١٩) و (الوجيز للواحدى ١ : ٥٤) و (الفخر الرازى ٢ : ١٩٧).
(٦) صدر هذا البيت ، كما فى (اللسان ـ مادة : وسع) فتوسع أهلها أقطا وسمنا.
(٧) أ : «أى : ما يكفيك».
(٨) انظر (اللسان ـ مادة : مهد) و (تفسير القرطبى ٣ : ١٩) و (البحر المحيط ٢ : ١١٨).