أخبرنا عمرو بن أبى عمرو المزكّى ، أخبرنا محمد بن مكىّ ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل ، حدّثنا مسدّد ، حدّثنا عبد الوارث ، عن عبد العزيز ، عن أنس قال :
كان أكثر دعاء النّبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (اللهمّ آتنا فى الدّنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار) (١).
٢٠٢ ـ قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا).
قال ابن عباس : يريد ثواب ما عملوا. وقال الزّجاج : أى دعاؤهم مستجاب ، لأنّ كسبهم (٢) ـ هاهنا ـ : الدّعاء.
(وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) «سَرِيعُ» فاعل من السّرعة. يقال : سرع يسرع سرعا وسرعة ؛ فهو سريع (٣). و (الْحِسابِ) مصدر كالمحاسبة.
قال ابن عباس : يريد أنّه لا حساب على هؤلاء إنّما يعطون كتبهم (٤) بأيمانهم ، فيقال لهم : هذه سيّئاتكم قد تجاوزتها عنكم ، وهذه حسناتكم قد ضعّفتها لكم.
وقال ابن الأنبارىّ : معناه : سريع المجازاة للعباد على أعمالهم ، وإن كان قد أمهلهم مدّة من الدّهر ، فإنّ وقت الجزاء عنده قريب (٥).
٢٠٣ ـ قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ).
يعنى : أيّام / التّشريق (٦) ، أيام منى ورمى الجمار. سمّاها (مَعْدُوداتٍ) لقلّتها ،
__________________
(١) انظر (صحيح البخارى ، كتاب الدعوات ـ باب قول النبى صلىاللهعليهوسلم : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) ٤ : ١١١ و (صحيح مسلم ١٠ : ١٢٥ بهامش القسطلانى) و (تفسير ابن كثير ١ : ٣٥٦).
(٢) وقال الزمخشرى : «وسمى الدعاء كسبا ، لأنه من الأعمال ، والأعمال موصوفة بالكسب. بما كسبت أيديكم ، (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٥٧).
(٣) (اللسان ـ مادة : سرع) و (تفسير القرطبى ٢ : ٤٣٤) و (الفخر الرازى ٢ : ١٩٠).
(٤) أ : «طلبتهم».
(٥) كما فى (تفسير القرطبى ٢ : ٤٣٥) و (البحر المحيط ٢ : ١٠٧) و (الفخر الرازى ٢ : ١٩٠).
(٦) «سميت بذلك لأن لحم الأضاحى يشرق فيها للشمس. وقيل : سميت بذلك لأنهم كانوا يقولون فى الجاهلية : «أشرق ثبير كيما نغير» ، أى : ادخل أيها الجبل فى الشروق وهو ضوء الشمس كيما نغير ، أى : كيما ندفع للنحر ، وكانوا لا يفضون حتى تطلع الشمس ، فخالفهم رسول الله. وقال ابن الأعرابى : سميت بذلك لأن الهدى والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس ، أى : تطلع» (اللسان ـ مادة : شرق).