عام الفتح ، وبعث «بعده» (١) عليّا بفاتحة سورة براءة ؛ كان أوّل من قال : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) أبو بكر رضى الله عنه ، ثم اتّبعه علىّ والناس أجمعون.
قال الحسن : الحسنة فى هذه الآية : العلم والعبادة فى الدّنيا ، والجنّة فى الآخرة (٢).
وقال علىّ بن أبى طالب : «الحسنة فى الدنيا» : المرأة الصالحة ، وفى الآخرة الجنّة (٣).
وروى أبو الدّرداء : أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «من أوتى فى الدّنيا قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر دنياه وآخرته ، فقد أوتى فى الدّنيا حسنة وفى الآخرة حسنة ووقى عذاب النّار».
أخبرنا الأستاذ أبو الحسن علىّ بن محمد الفارسى ، أخبرنا الحسين بن علىّ بن محمد الدّارمىّ ، أخبرنا أبو القاسم البغوىّ ، حدّثنا هدبة بن خالد ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن النبى صلىاللهعليهوسلم عاد رجلا قد صار مثل الفرخ ، فقال له : «هل دعوت بشيء»؟ فقال : نعم ، قلت : اللهم ما كنت معاقبى به فى الآخرة فعجّله لى فى الدنيا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سبحان الله! لا طاقة لك بعذاب الله ـ ثلاثا ـ هلّا (٤) قلت : اللهمّ (آتنا فى الدّنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار).
رواه مسلم (٥) عن زهير ، عن عفّان ، عن حمّاد.
__________________
(١) الإثبات عن أ.
(٢) انظر (الدر المنثور ١ : ٢٣٤) و (تفسير القرطبى ٢ : ٤٣٢) و (البحر المحيط ٢ : ١٠٥) و (صحيح الترمذى ٢ : ٣٦٢).
(٣) كما فى (تفسير القرطبى ٢ : ٤٣٢) و (تفسير الكشاف ١ : ٢٥٧) و (البحر المحيط ٢ : ١٠٥) و (حاشية مختصر تفسير الطبرى ١ : ٦٣).
(٤) أ : «فهلا».
(٥) انظر (صحيح مسلم ، باب كراهية الدعاء بتعجيل العقوبة فى الدنيا ١٠ : ١٢١ ـ ١٢٢ بهامش القسطلانى) و (مسند الإمام أحمد ٣ : ١٠٧) و (الدر المنثور ١ : ٢٣٣) و (صحيح الترمذى ، باب ما جاء فى عقد التسبيح باليد ٢ : ٣٦٢).