قال سهل بن سعد : كان الرجل إذا أراد الصّوم ربط فى رجليه خيطين : أسود
وأبيض ، فلا يزال يأكل ويشرب ، حتّى يتبيّن له «رؤيتهما» (١) ، فأنزل الله عزوجل [بعد ذلك](٢) : (مِنَ الْفَجْرِ ،) فعلموا «أنّما» (٣) يعنى [بذلك](٤) : اللّيل والنّهار.
وقوله : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ).
أخبرنا أبو نصر إبراهيم (٥) الأسفرائينيّ ، أخبرنا ابن بطة (٦) ، أخبرنا البغوىّ ، أخبرنا (٧) الحكم بن موسى ، حدّثنا الهيثم بن حميد ، حدّثنا ثور بن يزيد ، عن علىّ ابن أبى طلحة ، عن عبد الله بن ذرّ :
أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واصل بين يومين وليلة ، فأتاه جبريل فقال : «قبلت مواصلتك ، ولا تحلّ (٨) لأمّتك من بعدك ، فإنّ الله تعالى قال : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٩) فلا صيام (١٠) بعد اللّيل.
وقوله : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ)
__________________
(١) ج : «زيهما» والمثبت عن أو (صحيح البخارى ـ كتاب التفسير ، سورة البقرة ٣ : ١٠٤). قال النووى «هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه ؛ أحدهما : «رئيهما» ـ براء مكسورة ثم همزة ساكنة ثم ياء. ومعناه : منظرهما ؛ ومنه قوله تعالى : (هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) ؛ والثانى : «زيهما» ـ بزاى مكسورة وياء مشددة بلا همز ـ ومعناه : (لونهما ؛ والثالث : «رئيهما» ـ بفتح الراء وكسر الهمزة وتشديد الياء ـ. قال القاضى : هذه غلط هنا ، لأن الرئى التابع من الجن. قال : فإن صح رواية فمعناه : مرئى ـ والله أعلم. (شرح صحيح مسلم للنووى ، باب بيان أن الدخول فى الصوم يحصل بطلوع الفجر ٣ : ١٤٦)
(٢) ما بين الحاصرتين تكملة عن (صحيح مسلم ٣ : ١٤٦) و (أسباب النزول للواحدى ٤٧) والدر المنثور ١ : (١٩٩).
(٣) ج : «أنه» والمثبت عن أ ، و (صحيح مسلم ٣ : ١٤٦).
(٤) ما بين الحاصرتين تكملة عن (صحيح مسلم ٣ : ١٤٦) و (أسباب النزول للواحدى ٤٧) والدر المنثور ١ : (١٩٩).
(٥) أ : «أبو نصر بن ابراهيم».
(٦) أ : «ابن بط» وهو تحريف.
(٧) أ : «حدثنى».
(٨) أ : «موصلتك ولا يحل».
(٩) أخرجه الطبرانى فى الأوسط وابن عساكر عن أبى ذر ، بلفظ مختلف. انظر (الدر المنثور ١ : ٢٠٠).
(١٠) أ : «فلا صوم». هذا دليل على نفى الوصال.