من فطّر صائما على مذقة (١) لبن ، أو تمرة ، أو شربة ماء ؛ ومن أشبع صائما سقاه الله من الحوض شربة لا يظمأ ، حتّى يدخل الجنّة ، وهو شهر أوّله رحمة ، ووسطه مغفرة ، وآخره عتق من النّار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال ؛ خصلتان ترضون بهما ربّكم ، وخصلتان لا غنى بكم عنهما ؛ أمّا الخصلتان اللّتان ترضون بهما ربّكم ؛ فشهادة أن لا إله إلّا الله ، وتستغفرونه ؛ وأمّا الخصلتان اللّتان لا غنى بكم عنهما ؛ فتسألون الجنّة وتعوذون من النّار» (٢).
أخبرنا الحسين بن محمد الفارسىّ ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ ، حدّثنا محمد بن يحيى ، حدّثنا عبد الرّازق ، أخبرنا معمر ، عن الزّهرى ، عن نافع بن أبى أنس (٣) ، عن أبيه ، عن أبى هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنّة ، وغلّقت أبواب جهنّم ، وسلسلت الشّياطين». رواه البخارىّ (٤) عن أبى بكير ، عن اللّيث ، عن عقيل ، عن الزّهرىّ.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشّاب ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيرىّ ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمد بن عبد الله الأردنىّ ، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أخبرنا الهيثم بن أبى الحوارى ، عن زيد العمى ، عن أبى نضرة ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال :
«أعطيت أمّتى فى رمضان خمسا لم يعطهنّ أحد من قبلى ، أمّا واحدة : فإذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان نظر الله إليهم ، ومن نظر الله إليه لم يعذّبه أبدا ؛ وأمّا الثانية : فإنّهم يمسون وخلوف (٥) أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك ؛ وأمّا الثّالثة : فإنّ
__________________
(١) المذيق : اللبن المخلوط بالماء. (اللسان ـ مادة : مذق).
(٢) روى هذا الحديث ، بألفاظ مختلفة ، عن سلمان الفارسى. انظر (الدر المنثور ١ : ١٨٤).
(٣) هو أبو سهيل نافع مولى التميميين. وكان نافع هذا أخو أنس بن مالك بن أبى عامر ، عم مالك بن أنس الإمام ، حليف عثمان بن عبيد الله التميمى. (إرشاد السارى فى شرح الصحيح البخارى ٣ : ٣٥٠).
(٤) روى هذا الحديث ، بلفظ يختلف ، عن أبى هريرة ، كما فى (صحيح البخارى ، كتاب الصوم ـ باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ١ : ٣٢٥) و (صحيح مسلم ٥ : ٤٨ ، ٤٩ ، ١٣٢).
(٥) فى (اللسان ـ مادة : خلف) : خلف فم الصائم خلوفا ، أى تغيرت رائحته.