الملائكة تستغفر لهم فى ليلهم ونهارهم ؛ وأمّا الرّابعة : فإنّ الله يأمر جنّته أن استعدّى وتزيّنى لعبادى ؛ فيوشك أن يذهب عنهم نصب (١) الدّنيا ، وأذاها ، ويصيرون إلى جنّتى وكرامتى ؛ وأمّا الخامسة : فإذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا».
فقال قائل : أهى ليلة القدر يا رسول الله؟ قال : «ألم تر إلى العمّال إذا فرغوا من أعمالهم وفّوا» (٢).
أخبرنا المفضّل بن إسماعيل الإسماعيلى بجرجان ، أخبرنا الإمام : جدّى أبو بكر الإسماعيلى أخبرنا يوسف بن الحكم بن سعيد أبو علىّ المعروف بدبيس ، حدّثنا عمّار بن عمرو بن هشام ، حدثنا أبو داود الأحمر ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أبى أوفى قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «نوم الصّائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف» (٣).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرىّ ، أخبرنا أبو علىّ محمد بن أحمد الميدانى ، حدّثنا محمد بن يحيى ، حدّثنا عبد الرّازق ، أخبرنا معمر ، عن الزّهرى ، عن ابن المسيّب ، عن أبى هريرة ، قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يقول الله عزوجل : «كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصّيام ، فإنّ الصّيام لى وأنا أجزى به ، وخلوف فم الصّائم عند الله أطيب من ريح المسك». رواه مسلم (٤) عن حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن الزّهرى.
__________________
(١) النصب : المشقة. (اللسان ـ مادة : نصب).
(٢) هذا الحديث روى بألفاظ مختلفة ، عن جابر بن عبد الله ، كما فى (الدر المنثور ١ : ١٨٤).
(٣) روى هذا الحديث ، بألفاظ مختلفة ، عن عبد الله بن أبى أوفى ، ورمز له بعلامة الضعيف. انظر (مختصر شرح الجامع الصغير ٢ : ٣٣١).
(٤) هذا الحديث رواه مسلم عن أبى هريرة ، بلفظ يختلف قليلا فى (صحيحه ، باب فضل الصيام ٥ : ١٣٢ ـ ١٣٣ هامش القسطلانى).
حاشية ج : «هذا الحديث فى المصابيح هكذا : «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.