قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «شهر رمضان سيّد الشّهور وأعظمها حرمة ذو الحجّة» (١).
وأخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك القطيعىّ ، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربىّ ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، أخبرنا عمرو بن حمزة القيسىّ ، حدّثنا خلف أبو الرّبيع ، عن أنس بن مالك : أنّ النبىّ صلىاللهعليهوسلم ـ لمّا حضر شهر رمضان ـ قال :
«سبحان الله ؛ ما ذا تستقبلون وما ذا يستقبلكم ـ قالها ثلاثا ـ» فقال عمر بن الخطّاب : يا رسول الله وحى نزل ، أو عدوّ حضر. قال : «لا ، ولكنّ الله يغفر فى أوّل ليلة من رمضان لكلّ أهل هذه القبلة» (٢).
وأخبرنا عبد الرحمن ، أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، أخبرنا جعفر بن محمد بن سوّار ، حدّثنا على بن حجر ، حدّثنا يوسف بن زياد ، عن همّام بن يحيى ، عن علىّ بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سلمان الفارسىّ قال :
خطبنا (٣) رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، آخر يوم من شعبان ، فقال : «يا أيّها النّاس قد أظلّكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوّعا ، من تقرّب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه ، ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ؛ وهو شهر الصّبر ، والصّبر ثوابه الجنّة ، وشهر المواساة / وشهر يزاد فى رزق المؤمن ، من فطّر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النّار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شىء». قالوا يا رسول الله : ليس كلّنا نجد ما يفطّر الصائم. فقال : «يعطى الله هذا الثّواب
__________________
(١) روى هذا الحديث عن أبى سعيد الخدرى ، بلفظ مختلف ، كما فى (الدر المنثور ١ : ١٨٦) ورمز له بعلامة الحسن (شرح الجامع الصغير للمناوى ١ : ٥٧).
(٢) روى هذا الحديث ، بألفاظ مختلفة ، عن أنس بن مالك. انظر (الدر المنثور ١ : ١٨٥).
(٣) أ : «خطب».