قائمة الکتاب
مقدمة المحقق
تفسير سورة البقرة
٢٥
إعدادات
الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]
الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]
المؤلف :أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الصفحات :415
تحمیل
يطالبه بالزّيادة ، أو يكلّفه ما لم يوجبه الله ، أو يشدّد عليه. كلّ هذا تفسير «المعروف» ؛ وأمر المطلوب منه بالإحسان فى الأداء ، وهو ترك المطل والتّسويف.
وقوله : (ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ).
قال ابن عباس : يريد حيث جعل الدّية لأمّتك يا محمد. قال قتادة : لم تحلّ الدّية لأحد غير هذه الأمة.
قال المفسّرون : إنّ الله تعالى كتب على أهل التّوراة أن يقيدوا (١) ، ولا يأخذوا الدّية ولا يعفوا ؛ وعلى أهل الإنجيل أن يعفوا ولا يقيدوا ، ولا يأخذوا الدّية ، وخيّر هذه الأمّة بين القصاص والدّية والعفو ؛ فقال : (ذلك تخفيف من رّبّكم ورحمة).
أى : التّخيير بين هذه الأشياء (٢).
أخبرنا أحمد بن الحسن الحيرىّ ، حدّثنا محمد بن يعقوب المعقلىّ ، أخبرنا الربيع أخبرنا الشّافعىّ ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، حدّثنا عمرو بن دينار ، أخبرنى مجاهد ، قال : سمعت ابن عباس يقول : كان فى بنى إسرائيل القصاص ، ولم تكن فيهم الدّية ؛ فقال الله تعالى لهذه الأمّة : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) إلى قوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) قال : «العفو» : أن تقبل الدّية فى العمد ، (فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) ، قال : أمر هذا أن يطلب «بالمعروف» (٣) ويؤدّى هذا (٤) بإحسان (ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ) ممّا كتب على من كان قبلكم (٥).
أخبرنا أبو بكر بن الحرث التميمىّ ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيّان ، أخبرنا
__________________
(١) من القود ؛ وهو القصاص. (اللسان ـ مادة : قود).
(٢) انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٣٠١) و (تفسير القرطبى ٢ : ٢٥٥) و (البحر المحيط ٢ : ١٤) و (الوجيز للواحدى ١ : ٤٦) و (الفخر الرازى ٢ : ١١٠).
(٣) ب ، ج : «بمعروف» والمثبت عن أ.
(٤) حاشية ج : «أى المعفو عنه الدية».
(٥) ب : «عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ». انظر (صحيح البخارى ، كتاب التفسير ٣ : ١٠٢) و (الأم للشافعى ٥ : ٧) (تفسير ابن كثير ١ : ٣٠٠).