إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

256/415
*

يطالبه بالزّيادة ، أو يكلّفه ما لم يوجبه الله ، أو يشدّد عليه. كلّ هذا تفسير «المعروف» ؛ وأمر المطلوب منه بالإحسان فى الأداء ، وهو ترك المطل والتّسويف.

وقوله : (ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ).

قال ابن عباس : يريد حيث جعل الدّية لأمّتك يا محمد. قال قتادة : لم تحلّ الدّية لأحد غير هذه الأمة.

قال المفسّرون : إنّ الله تعالى كتب على أهل التّوراة أن يقيدوا (١) ، ولا يأخذوا الدّية ولا يعفوا ؛ وعلى أهل الإنجيل أن يعفوا ولا يقيدوا ، ولا يأخذوا الدّية ، وخيّر هذه الأمّة بين القصاص والدّية والعفو ؛ فقال : (ذلك تخفيف من رّبّكم ورحمة).

أى : التّخيير بين هذه الأشياء (٢).

أخبرنا أحمد بن الحسن الحيرىّ ، حدّثنا محمد بن يعقوب المعقلىّ ، أخبرنا الربيع أخبرنا الشّافعىّ ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، حدّثنا عمرو بن دينار ، أخبرنى مجاهد ، قال : سمعت ابن عباس يقول : كان فى بنى إسرائيل القصاص ، ولم تكن فيهم الدّية ؛ فقال الله تعالى لهذه الأمّة : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) إلى قوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) قال : «العفو» : أن تقبل الدّية فى العمد ، (فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) ، قال : أمر هذا أن يطلب «بالمعروف» (٣) ويؤدّى هذا (٤) بإحسان (ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ) ممّا كتب على من كان قبلكم (٥).

أخبرنا أبو بكر بن الحرث التميمىّ ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيّان ، أخبرنا

__________________

(١) من القود ؛ وهو القصاص. (اللسان ـ مادة : قود).

(٢) انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٣٠١) و (تفسير القرطبى ٢ : ٢٥٥) و (البحر المحيط ٢ : ١٤) و (الوجيز للواحدى ١ : ٤٦) و (الفخر الرازى ٢ : ١١٠).

(٣) ب ، ج : «بمعروف» والمثبت عن أ.

(٤) حاشية ج : «أى المعفو عنه الدية».

(٥) ب : «عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ». انظر (صحيح البخارى ، كتاب التفسير ٣ : ١٠٢) و (الأم للشافعى ٥ : ٧) (تفسير ابن كثير ١ : ٣٠٠).