قلت : من خير من أبى سلمة ، ثم عزم الله لى فقلتها (١) ، فأخلفنى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم.
رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة ، عن أبى أسامة (٢) ، عن سعد بن سعيد (٣).
أخبرنا القاضى أبو بكر الحيرىّ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدّثنا محمد بن زكريّا الغلابىّ (٤) ، حدّثنا العبّاس بن بكار ، حدّثنا أبو بكر الهذلىّ ، عن الشّعبىّ : أنّ شريحا ، قال :
إنّى لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرّات : أحمد إذ لم تكن أعظم منها ، وأحمد إذ رزقنى الصّبر عليها ، وأحمد إذ وفّقنى للاسترجاع (٥) لما أرجو فيه من الثّواب ، وأحمد إذ لم يجعلها فى دينى (٦).
١٥٧ ـ قوله تعالى : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)
ذكرنا معنى «الصّلاة» فيما تقدّم (٧). والصّلاة من الله رحمة ومغفرة ؛ وأنشد الأزهرىّ :
صلّى على يحيى وأشياعه |
|
ربّ كريم وشفيع مطاع (٨) |
قال معناه : ترحّم عليه. وفسّر ابن عباس : «الصّلوات» ـ هاهنا ـ بالمغفرة ، فقال : مغفرة من ربّهم.
__________________
(١) قال النووى : أى خلق فى عزما. حاشية ج : «قولها : فقلتها ، أى : قلت هذا الدعاء».
(٢) ج : «أمامة» والمثبت عن أ ، ب و (صحيح مسلم ، ٢ : ٥٨١).
(٣) هذا الحديث رواه مسلم بهذا السند ، عن أم سلمة فى (صحيحه ، كتاب الجنائز ، ما يقال عند المصيبة ٢ : ٥٨٢) وابن ماجه فى (سننه ، باب ما جاء فى الصبر على المصيبة ١ : ٥٠٩) وفى البحر (المحيط ١ : ٤٥٢) قال أبو حيان : «حديث أم سلمة مشهور ؛ حيث أخلفها الله عن أبى سلمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
(٤) بغين معجمة مفتوحة وتخفيف اللام. (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٩).
(٥) هو قوله : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
(٦) حاشية ج : «بل فى أمور الدنيا».
(٧) انظر معنى «الصلاة» فيما سبق عند تفسير الآية ٣ من سورة البقرة صفحة (٣٢) من هذا الجزء.
(٨) هذا البيت فى (اللسان ـ مادة : صلا) و (تفسير القرطبى ٢ : ١٧١).