روى سعيد (١) المقبرىّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سلام : أنّ موسى قال لربّه : «يا ربّ ما الشّكر الّذى ينبغى لك؟ قال : يا موسى لا يزال لسانك رطبا من ذكرى» (٢)
١٥٣ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ).
قال مقاتل : استعينوا على طلب الآخرة بالصّبر على الفرائض ، وبالصّلوات الخمس فى مواقيتها على تمحيص الذّنوب (٣).
(إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) قال عطاء عن ابن عباس : يقول : إنّى معكم أنصركم ، ولا أخذلكم.
وقال الزّجاج : تأويله : أنّه يظهر دينهم (٤) على سائر الأديان ؛ لأنّ من كان الله معه فهو الغالب.
١٥٤ ـ «قوله» (٥) : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ)
كان النّاس يقولون لمن يقتل فى سبيل الله : مات فلان ، وذهب عنه نعيم الدّنيا ولذّتها ؛ فأنزل الله هذه الآية (٦).
وقوله : (بَلْ أَحْياءٌ.)
ذكر المفسّرون فى حياة الشّهداء فى سبيل الله ما روى (٧) أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال :
«إنّ أرواح الشّهداء فى أجواف طير خضر تسرح فى ثمار الجنّة ، وتشرب من أنهارها ، وتأوى بالليل إلى قناديل من نور معلّقة بالعرش» (٨).
__________________
(١) ب : «وروى عن سعيد».
(٢) أخرجه ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا والبيهقى عن عبد الله بن سلام. (الدر المنثور ١ : ١٥٣).
(٣) حاشية ج : «أى : على تطهير الذنوب. فالحاصل : أنه أمرهم بالاستعانة على طلب الآخرة بشيئين : الأول : الصبر على الفرائض مطلقا. والثانى : الصلاة المقيدة بكونها مستعانا بها على تمحيص الذنوب».
(٤) أ : «يظهر دينكم».
(٥) الإثبات عن أ ، ب.
(٦) انظر (أسباب النزول للواحدى ٤٠ ـ ٤١).
(٧) أ ، ب : «عن رسول الله».
(٨) هذا الحديث رواه احمد والترمذى وصححه والنسائى وابن ماجه عن كعب بن مالك ، بلفظ مختلف ، (الدر المنثور ١ : ١٥٥) و (سنن ابن ماجة ، كتاب الجنائز ١ : ٤٦٦ / حديث ١٤٤٩).