إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

211/415
*

اليقين من أهل الشّكّ والرّيبة ، ومن يوافق الرسول فى التّوجّه إلى الكعبة ممن يرتدّ عن الدّين ، فيرجع إلى ما كان عليه.

و «الانقلاب على العقب» : عبارة عن الانصراف إلى حيث أقبل منه.

وقوله : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) أى : وقد كانت التّولية إلى الكعبة لثقيلة (١)(إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) أى : هداهم للحقّ ؛ وهم الّذين عصمهم الله حتّى صدّقوا الرسول فى التّحوّل إلى الكعبة.

وقوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ.)

أخبرنا أبو إبراهيم النّصرآباذي ، أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل النّسوىّ ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا عبد الله (٢) بن موسى ، حدّثنا إسرائيل ، حدثنا سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

لما وجّه رسول الله إلى الكعبة قالوا : يا رسول الله. كيف بالذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)(٣).

وقال الكلبىّ عن ابن عباس : كان رجال من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من المسلمين قد ماتوا على القبلة الأولى ؛ منهم : أسعد بن زرارة أبو أمامة. والبراء بن معرور : أحد بنى سلمة (٤) ، وأناس آخرون ؛ فقام عشائرهم ، فقالوا يا رسول الله : توفّى إخواننا وهم يصلّون إلى القبلة الأولى ؛ وقد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)(٥).

يعنى : ليبطل صلاتكم قبل بيت المقدس ، يعنى به : الأموات أنّه قد تقبل منهم.

__________________

(١) ب : «ثقيلة».

(٢) ب : «عبيد الله» وهو تحريف.

(٣) انظر (معانى القرآن للفراء ١ : ٨٣ ـ ٨٤).

(٤) فى الأصل المخطوط ، و (أسباب النزول للواحدى ٣٩) «منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة» ـ بواو العطف ـ والصواب بدون الواو ، كما قال الحضرمى فى (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٨).

(٥) كما فى (أسباب النزول للواحدى ٣٩) و (تفسير الطبرى ٣ : ١٦٧).