قائمة الکتاب
مقدمة المحقق
تفسير سورة البقرة
٢٥
إعدادات
الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]
الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]
المؤلف :أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الصفحات :415
تحمیل
اليقين من أهل الشّكّ والرّيبة ، ومن يوافق الرسول فى التّوجّه إلى الكعبة ممن يرتدّ عن الدّين ، فيرجع إلى ما كان عليه.
و «الانقلاب على العقب» : عبارة عن الانصراف إلى حيث أقبل منه.
وقوله : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) أى : وقد كانت التّولية إلى الكعبة لثقيلة (١)(إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) أى : هداهم للحقّ ؛ وهم الّذين عصمهم الله حتّى صدّقوا الرسول فى التّحوّل إلى الكعبة.
وقوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ.)
أخبرنا أبو إبراهيم النّصرآباذي ، أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل النّسوىّ ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا عبد الله (٢) بن موسى ، حدّثنا إسرائيل ، حدثنا سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
لما وجّه رسول الله إلى الكعبة قالوا : يا رسول الله. كيف بالذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)(٣).
وقال الكلبىّ عن ابن عباس : كان رجال من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من المسلمين قد ماتوا على القبلة الأولى ؛ منهم : أسعد بن زرارة أبو أمامة. والبراء بن معرور : أحد بنى سلمة (٤) ، وأناس آخرون ؛ فقام عشائرهم ، فقالوا يا رسول الله : توفّى إخواننا وهم يصلّون إلى القبلة الأولى ؛ وقد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)(٥).
يعنى : ليبطل صلاتكم قبل بيت المقدس ، يعنى به : الأموات أنّه قد تقبل منهم.
__________________
(١) ب : «ثقيلة».
(٢) ب : «عبيد الله» وهو تحريف.
(٣) انظر (معانى القرآن للفراء ١ : ٨٣ ـ ٨٤).
(٤) فى الأصل المخطوط ، و (أسباب النزول للواحدى ٣٩) «منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة» ـ بواو العطف ـ والصواب بدون الواو ، كما قال الحضرمى فى (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٨).
(٥) كما فى (أسباب النزول للواحدى ٣٩) و (تفسير الطبرى ٣ : ١٦٧).