ومعناه : إليه القصد (١) بالعبادة.
وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) أى : واسع الرّحمة واسع الشّريعة بالتّرخيص لهم ، والتّوسعة على عباده فى دينهم ، لا يضطرّهم إلى ما يعجزون عن أدائه.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد المنصورىّ ، أخبرنا علىّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو محمد إسماعيل بن علىّ ، قال : حدّثنا الحسن بن علىّ بن شبيب ؛ حدّثنا أحمد ابن عبيد (٢) الله بن الحسن العنبرىّ ، قال : وجدت فى كتاب أبى : حدّثنا عبد الملك العرزمىّ ، حدّثنا عطاء بن أبى رباح ، عن جابر قال :
بعث رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سريّة (٣) كنت فيها ، فأصابتنا ظلمة ، فلم نعرف القبلة ، فقالت طائفة منّا : قد عرفنا القبلة ، هى هاهنا قبل الشّمال ؛ فصلّوا وخطّوا خطوطا. وقال بعضنا (٤) : القبلة هاهنا قبل الجنوب ، فصلّوا وخطّوا خطوطا. فلمّا أصبحوا وطلعت الشّمس أصبحت (٥) تلك الخطوط لغير القبلة ، فلمّا قفلنا من سفرنا ، سألنا النبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن ذلك فسكت ، فأنزل الله تعالى :
(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(٦).
١١٦ ـ قوله : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً.)
نزلت ردّا على اليهود والنّصارى والمشركين ، فإنّهم وصفوا الله تعالى بالولد. فـ (قالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ، وَقالَتِ النَّصارى : الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ)(٧) ، وقال المشركون :
__________________
(١) أ : «القصد إليه».
(٢) ب : «عبد الله» تحريف.
(٣) أ ، ب : «بسرية». «والسرية : قطعة من الجيش» (اللسان ـ مادة : سرا).
(٤) أ : «وقال بعضهم».
(٥) «أى : صارت».
(٦) على ما فى (أسباب النزول للواحدى ٣٤) و (الدر المنثور ١ : ١٠٩) و (تفسير ابن كثير ١ : ٢٢٨)
(٧) سورة التوبة : ٣٠.