أى : قرّبوا حجّتكم (١) على ما تقولون (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فى دعواكم.
١١٢ ـ قوله تعالى : (بَلى) يدخل الجنّة (مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أى : يذلّ وجهه له فى السّجود. والمعنى : سلّم وجهه له ، بأن صانه عن السّجود لغيره (وَهُوَ مُحْسِنٌ) قال ابن عبّاس : مؤمن موحّد مصدّق لما جاء به محمد ـ عليهالسلام ـ. (فَلَهُ أَجْرُهُ) الذى وعده الله له (عِنْدَ رَبِّهِ) يعنى : الجنّة ([وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ].)
١١٣ ـ قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ ...) الآية.
قال ابن عباس : قدم وفد نجران على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فتنازعوا مع اليهود ، فكذّب كلّ واحد منهما صاحبه (٢) ، فنزلت هذه الآية (٣).
قوله تعالى : (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ)
قال الزجاج : يعنى أنّ الفريقين يتلوان التوراة ؛ وقد وقع بينهما هذا الاختلاف ، وكتابهم واحد (٤) ، فدلّ بهذا على ضلالتهم.
ثم بيّن أنّ سبيلهم كسبيل من لا يعلم الكتاب فى الإنكار لدين الله من مشركى العرب وغيرهم فقال : (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ.)
قال مقاتل (٥) : يعنى : مشركى العرب قالوا : إنّ محمدا وأصحابه ليسوا على شىء من الدّين ..
(فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) الآية.
قال الزّجاج : أى يريهم من يدخل الجنّة عيانا ، ومن يدخل النّار عيانا (٦).
__________________
(١) ب : «قدموا حجتكم». (الوجيز للواحدى ١ : ٣٠) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٢ : ٥١٠).
(٢) ب : «كل أحد منهما لصاحبه».
(٣) هذا المعنى جاء مفصلا فى (أسباب النزول للواحدى ٣٣) و (تفسير الطبرى ٢ : ٥١٣) و (الدر المنثور ١ : ١٠٨). و (تفسير القرطبى ٢ : ٧٦) و (تفسير ابن كثير ١ : ٢٢٣) و (البحر المحيط ١ : ٣٥٢) و (الفخر الرازى ١ : ٤٧١).
(٤) فى (الوجيز للواحدى ١ : ٣٠) «... وكتابهما واحد» وهو بدون عزو.
(٥) أ ، ب : «قتادة». هذا المعنى الآتى : قريب من قول السدى ، كما فى (تفسير الطبرى ٢ : ٥١٧) و (تفسير ابن كثير ١ : ٢٢٣) و (الدر المنثور ١ : ١٠٨).
(٦) كما فى (تفسير البحر المحيط ١ : ٣٥٤) و (الوجيز للواحدى ١ : ٣٠). حاشية ج : «أى : بين اليهود والنصارى (فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين ، فيدخل المحق الجنة ، والمبطل النار».