و «المثوبة». كالثّواب ، وكذلك (١) «المثوبة» ، مثل «المشورة والمشورة».
ومعنى الآية : إنّ ثواب الله لهم لو آمنوا خير من كسبهم بالكفر (٢) والسّحر.
١٠٤ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا)
«المراعاة» : المراقبة وحفظ ما يكون من أحوال الشّىء. يقال : «راعنا سمعك» أى : اسمع منّا حتّى نفهمك ، وتفهم عنّا. والعرب تقول : راعنا سمعك ، وأرعنا سمعك» بمعنى واحد.
قال الكلبىّ عن ابن عباس : كان المسلمون يقولون للنبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : راعنا سمعك ، ـ وكان هذا بلسان اليهود سبّا قبيحا فيما بينهم ـ ، فلمّا سمعوا هذه الكلمة / يقولونها لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أعجبتهم ، فكانوا يأتونه ، ويقولون ذلك ، ويضحكون فيما بينهم ، فسمعها سعد بن معاذ (٣) ، وكان يعرف لغتهم ، فقال لليهود : ـ عليكم لعنة الله ـ لإن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، لأضربنّ عنقه ؛ فقالت (٤) اليهود : أو لستم تقولونها؟ فأنزل الله هذه الآية ، ونهوا عن ذلك.
وهذا النّهى اختصّ بذلك الوقت لإجماع الأمّة على جواز المخاطبة بهذا اللفظ الآن.
وقوله تعالى : (وَقُولُوا انْظُرْنا) أى : انتظرنا ، تقول (٥) : نظرت فلانا ، أى انتظرته (٦) ؛
ومنه قوله تعالى : (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ)(٧). ومعنى (انْظُرْنا) : اصبر
__________________
(١) ب : «والمثوبة : الثواب» وذلك تحريف. قال أبو حيان : «قرأ الجمهور : «لَمَثُوبَةٌ» ـ بضم الثاء ـ كالمشورة ؛ وقرأ قتادة وأبو السحال وعبد الله بن بريدة : بسكون الثاء ، كمشورة. ومعنى قوله : «لَمَثُوبَةٌ» أى : لثواب» ؛ وهو. الجزاء والأجر على الإيمان والتقوى بأنواع الإحسان».
(٢) ب : «خير لهم من كسبهم الكفر».
(٣) كما فى (تفسير القرطبى ٢ : ٧٥) و (تفسير الفخر الرازى ١ : ٤٥٥) و (البحر المحيط ١ : ٣٣٩) وفى (أسباب النزول للواحدى ٣١) «سعد بن عبادة». وفى (حاشية معانى القرآن للفراء ٦٩) «سعد بن معاذ الانصارى الأوسى ـ رضى الله عنه ـ ؛ وكان يعرف لغتهم ، شهد بدرا وأحدا ، وتوفى سنة خمس من الهجرة بسبب جرح أصابه فى غزوة الخندق» وانظر ترجمته فى (أسد الغابة ٢ : ٣٧٣ ـ ٣٧٧) و (سيرة ابن هشام ٢ : ٢٧).
(٤) أ : «فقال اليهود».
(٥) أ : «يقال».
(٦) ب : «إذا نظرته». انظر (اللسان ـ مادة : نظر)
(٧) سورة الحديد : ١٣.