إذا قوّاه ، و «الأيد ، والآد» (١) : القوّة.
(بِرُوحِ الْقُدُسِ) قال قتادة والرّبيع والضّحّاك والسّدّىّ ، وعطاء عن ابن عباس : إنّه جبريل (٢). وكان قرينه يسير معه حيثما سار ، وصعد به إلى السّماء ، لمّا قصد قتله. ومثله قوله : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ)(٣) يعنى : جبريل ؛ وإنما سمّى بذلك ؛ لأنّ الغالب على جسمه الرّوحانيّة ، لرقّته ، وكذلك سائر الملائكة. وأضيف إلى (الْقُدُسِ) وهو الطّهارة ، لأنّه لا يقترف ذنبا ، ولا يأتى مأثما.
وقرئ : «القدس» بالتّخفيف والتّثقيل (٤) ، وهما لغتان مثل «العنق والعنق ، والحلم والحلم» ، وبابه.
قوله تعالى : (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ) يا معشر اليهود (رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ :) / بما لا يوافق أهواءكم (٥)(اسْتَكْبَرْتُمْ) أى : تعظّمتم عن الإيمان به ؛ وذلك أنّهم كانت لهم الرّئاسة ، وكانوا متبوعين ، فآثروا الدّنيا على الآخرة. (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ) مثل : عيسى ومحمد عليهماالسلام ، (وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) مثل : يحيى وزكريّا عليهما
__________________
ـ القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا ، وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذنى ، وتبرئ الأكمه والأبرص بإذنى ، وإذ تخرج الموتى بإذنى ، وإذ كففت بنى إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات ، فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين.
(١) بالمد والتخفيف. انظر (اللسان ـ مادة : أيد) و (ومجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٤٤) و (تفسير الطبرى ٢ : ٣١٩) و (تفسير القرطبى ١٥ : ١٥٨) و (الغريبين للهروى ١ : ١١٢) و (البحر المحيط ١ : ٢٩٧).
(٢) كما فى (تفسير ابن كثير ١ : ١٧٥) و (تفسير القرطبى ٢ : ٢٤) و (الدر المنثور ١ : ٨٦) و (البحر المحيط ١ : ٢٩٩) و (تفسير الطبرى ٢ : ٣٢٠ ـ ٣٢١) و (اللسان ـ مادة : قدس) و (إتحاف فضلا البشر ١٤١).
(٣) سورة النحل : ١٠٢.
(٤) فى (إتحاف البشر ١٤١) «... فسكن دال القدس ـ حيث جاء طلبا للتخفيف : ابن كثير ، وافقه ابن محيصن والباقون بالضم.» وفى (البحر المحيط ١ : ٢٩٩) «وقد قرأ الجمهور : بضم القاف والدال. وقرأ : مجاهد وابن كثير بسكون الدال.
(٥) أ ، ب : «هواكم».