ولمّا تابوا من عبادة العجل لزمهم هذا الاسم (١). يقال : هاد يهود ؛ إذا تاب ؛ ومنه قوله تعالى : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ)(٢).
وقيل : هو من الهيد ؛ وهو الحركة ؛ وذلك أنّهم كانوا يتحرّكون عند قراءة التّوراة ، فلزمهم هذا الاسم (٣).
(وَالنَّصارى) واحدهم : نصرىّ (٤) ، مثل «بعير مهرىّ» ، و «إبل مهارى».
وسمّوا نصارى ، لأنّهم كانوا من قرية يقال لها : «نصرة».
(وَالصَّابِئِينَ) يقال : صبأ الرّجل فى دينه يصبأ (٥) صبوءا ؛ إذا كان صابئا ؛ وهو الخارج من دين إلى دين ؛ وهم قوم كانوا يعبدون النّجوم ويعظّمونها.
وقال قتادة : هم قوم كانوا يعبدون الملائكة (٦). وقال مجاهد : هم قبيلة بين اليهود والمجوس لا دين لهم (٧).
وقرأ نافع : «الصّابون» و «الصّابين» بترك الهمزة (٨). ولا يجيز سيبويه ترك الهمزة على هذا الحدّ (٩) إلّا فى الشّعر. وأجازه أبو زيد وغيره ؛ فهذه القراءة على قول من أجاز ذلك ، «والقراءة متبعة» (١٠).
__________________
(١) كما روى ابن عباس. (تفسير الفخر الرازى ١ : ٩٣٨١.
(٢) سورة الأعراف : ١٥٦.
(٣) على قول أبى عمرو بن العلاء ، كما فى (الفخر الرازى ١ : ٣٨١).
(٤) قال ابن برى : ويجوز ذلك على مذهب الخليل ، وإنما المستعمل فى الكلام نصرانى ونصرانية بياءى النسب ، وهو قول أبى إسحاق. انظر (اللسان ـ مادة : نصر) و (تفسير القرطبى ١ : ٤٣٣) و (البحر المحيط ١ : ٢٣٩).
(٥) ب : «يصبؤ» تحريف. انظر (اللسان ـ مادة : صبأ) و (تفسير الطبرى ٢ : ١٤٥).
(٦) على ما فى (تفسير الطبرى ٢ : ١٤٧) و (تفسير ابن كثير ١ : ١٤٨ ـ ١٤٩) و (الدر المنثور ١ : ٧٥) و (تفسير القرطبى ١ : ٤٣٤) و (البحر المحيط ١ : ٢٣٩).
(٧) وكذا الحسن ، كما فى (تفسير الطبرى ٢ : ١٤٦ ـ ١٤٧) و (تفسير ابن كثير ١ : ١٤٨ ـ ١٤٩) و (الدر المنثور ١ : ٧٥) و (تفسير القرطبى ١ : ٤٣٤) و (البحر المحيط ١ : ٢٤١) و (الفخر الرازى ١ : ٣٨١).
(٨) كما فى (تفسير القرطبى ١ : ٤٣٤) و (إتحاف فضلاء البشر ١٣٨) و (البحر المحيط ١ : ٢٤١) وانظر قول أبى حيان فى توجيه معنى هذه القراءة.
(٩) أ : «على هذا الحال».
(١٠) الإثبات عن ب.