«رحمان الدنيا ورحيم الآخرة» ؛ لأن رحمته فى الدنيا عمّت المؤمن والكافر والبرّ والفاجر ، ورحمته فى الآخرة : اختصت بالمؤمنين.
وقال آخرون : إنهما بمعنى واحد ، كندمان ونديم ، ولهفان ولهيف ، وجمع بينهما للتأكيد ، كقولهم : فلان جادّ مجدّ.
ومن هذا العرض لأقوال الواحدى فى آية التسمية فى تفاسيره الثلاثة ـ يتبين أن «الوسيط فى تفسير القرآن المجيد» خيرها وأنفعها وأجدرها بالإحياء ، وأحقها بالنشر
ويتميز كتاب «الوسيط» هذا عن غيره بالبساطة فى الألفاظ مع جزالة المعنى ، وقد يطيل القول فى مسألة ما ، قاصدا توضيحها بشتى الوسائل ، فمن ضرب الأمثلة ، إلى الاستشهاد بالآية ، أو الحديث ، أو أقوال العرب وأمثالهم وأشعارهم فى غير تكثّر ، إلى التحليل اللغوى العميق الدقيق ، بعيد عن التعقيد والغموض إلى قراءات أهل الأمصار وغيرهم ، وقد يأتى بسنده الحديث أو الأثر فى معنى الآية ، وقد ينصّ على أنّ هذا الحديث أو الأثر أخرجه البخارى أو مسلم أو هما معا ، وقد يأتى بما يروى غير مسند. ثم يورد الحديث أو الأثر فى سبب نزول الآية ، وقد نقل فى تفسيره هذا ما ورد من أقوال الصحابة والتابعين ومن أبرز ما نقل عنهم : عبد الله بن عباس ، وابن مسعود وزيد بن ثابت ...
كما كان على رأس التابعين الذين اهتم الواحدى بتلخيص أقوالهم وتوجيه آرائهم فى التفسير : الحسن بن أبى الحسن البصرى ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم ، والضحاك بن مزاحم ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وقتادة وأبو العالية : رفيع بن مهران ، وغيرهم ... الخ.
فمثلا يقول الواحدى عند تفسير قوله تعالى فى أول سورة البقرة : «قوله عزوجل (الم) كثر اختلاف المفسرين فى الحروف المقطعة فى القرآن :
فذهب : قوم إلى أن الله تعالى لم يجعل لأحد سبيلا إلى إدراك معانيها ، وإنها مما استأثر