الله تعالى بعلمها ، فنحن نؤمن بظاهرها ، ونكل علمها إلى الله تعالى ، قال داود بن أبى هند : كنت أسأل الشعبى عن فواتح السور ، فقال : يا داود ؛ إن لكل كتاب سرّا ، وإن سرّ القرآن فواتح السور ، فدعها وسل عما سوى ذلك. وفسّرها الآخرون ، فقال ابن عباس فى رواية سعيد ابن جبير وأبى الضّحى (الم :) أنا الله أعلم.
وقال الضحاك : كلّ (الم) فى القرآن : أنا الله أعلم. وهذا اختيار الزجاج.
قال : المختار ما روى عن ابن عباس ، وهو أن معنى (الم) أنا الله أعلم ، وأنّ كلّ حرف منها له تفسير ، قال : والدليل على ذلك أن العرب قد تنطق بالحرف الواحد تدلّ على الكلمة الواحدة التى هو منها ، وأنشد :
قلت لها : قفى لنا ، قالت : قاف.
فنطق ب «قاف» فقط ، يريد قالت : أقف
ويروى عن الحسن أنه قال : (الم) وسائر حروف التهجى فى القرآن أسماء للسور ، وعلى هذا القول إذا قال القائل : قرأت (المص) عرف السامع أنه قرأ السورة التى افتتحت ب (المص ...)
***
وقد استمد الواحدى المادة اللغوية والنحوية فى تفسيره من مصادر كثيرة ومتنوعة اكتفى بالنقل عن أصحاب الكتب اللغوية والنحوية دون أن يذكر هذه الكتب التى نقل عنها ؛ ومن ذلك مصادر جمعت بين اللغة والنحو ولها صلة وثيقة بالنص القرآنى ، مثل كتاب (معانى القرآن) للفراء : أبى زكريا يحيى بن زياد (المتوفى سنة ٢٠٧ ه) ، وكتاب (مجاز القرآن) لأبى عبيدة معمر بن المثنى (المتوفى سنة ٢٠٩ ه) ، وكتاب (معانى القرآن) لأبى إسحاق إبراهيم بن السرى الزجاج (المتوفى سنة ٣١١ ه) ، وكتاب (الأغفال فيما أغفله الزجاج من المعانى) لأبى على الفارسى (المتوفى سنة ٣٧٧ ه) ، ومن ذلك مصادر لغوية بحتة مثل