الوسيط فى تفسير القرآن المجيد
وقد أخبر الواحدى فى مقدمة كتابه هذا بأن «كلام الله أشرف المعلومات. والعلم بتفسيره وأسباب تنزيله ومعانيه وتأويله أشرف العلوم ، ومن شرف هذا العلم وعزته فى نفسه أنه لا يجوز القول فيه بالعقل والتدبّر ، والرأى والتفكر ، دون السماع والأخذ عمن شاهدوا التنزيل بالرواية والنقل ـ والنبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فمن بعده من الصحابة والتابعين قد شدّدوا فى هذا ، حتى جعلوا المصيب فيه برأيه مخطئا» ثم روى بسنده عن جندب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ».
وروى بسنده ـ أيضا ـ عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار».
ثم قال بعد ذلك : «إنه ألّف قبل هذا الكتاب «مجموعات ثلاث فى هذا العلم «معانى التفسير» و «مسند التفسير» و «مختصر التفسير» ولم يشر أحد ممن ترجم له إلى هذه المجاميع الثلاثة ، ولم أر نقلا عنها ، أو إشارة إليها ، وقال بعقب هذا : «وقديما كنت أطالب بإملاء كتاب فى تفسير «وسيط» ينحط عن درجة «البسيط» الذى تجرّ فيه أذيال الأقوال ، ويرتفع عن مرتبة «الوجيز» الذى اقتصر فيه على الإقلال.
والأيام تدفع فى صدر المطلوب بصروفها ، على اختلاف صنوفها ، وسآخذ نفسى على فتورها ، وقريحتى على قصورها ـ لما أرى من جفاء الزمان ، وخمول العلم وأهله ، وعلو أمر الجاهل على جهله ـ بتصنيف تفسير أعفيه من التطويل والإكثار ، وأسلمه