فقالوا : إنه بحسن خلقه يسمع ما يقال له ، فقال عليهالسلام : «المؤمن غرّ كريم والمنافق خبّ لئيم» (١)
قوله جل ذكره : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
وقيل : من العاقل؟ قالوا : الفطن المتغافل. وفى معناه أنشدوا :
وإذا الكريم أتيته بخديعة |
|
ولقيته فيما تروم يسارع |
فاعلم بأنك لم تخادع جاهلا |
|
إنّ الكريم ـ بفضله ـ يتخادع |
قوله جل ذكره : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢))
أخبر أنّ من تزيّن للخلق ، وتقرّب إليهم وأدام رضاهم ، واتّبع فى ذلك هواهم ، فإن الله سبحانه يسقط به عن الخلق جاههم ، ويشينهم فيما توهموا أنه يزينهم ، والذي لا يضيع ما كان لله ، فأمّا ما كان لغير الله فوبال لمن أصابه ، ومحال ما طلبه.
ويقال إنّ الخلق لا يصدقونك وإن حلفت لهم ، والحقّ يقبلك وإن تخلّفت عنه ؛ فالاشتغال بالخلق محنة أنت غير مأجور عليها ، والإقبال على الحقّ نعمة أنت مشكور عليها. والمغبون من ترك ما يشكر عليه ويؤثر ما لا يؤجر عليه.
قوله جل ذكره : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣))
__________________
(١) فى رواية الترمذي والحاكم عن أبى هريرة «المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم» (والخبّ ـ الخدع) وفى الحديث : «لا يدخل الجنة خب ولا خائن»