وهؤلاء القوم لا يقضى عنهم ما لزمهم امتلاك الحق (١) ، ولهذا قيل المعرفة غريم لا يقضى دينه.
قوله جل ذكره : (وَفِي سَبِيلِ اللهِ).
وعلى لسان العلم : من سلك سبيل الله وجب له فى الزكاة سهم على ما جاء بيانه فى مسائل الفقه.
وفى هذه الطريقة : من سلك سبيل الله تتوجّب عليه المطالبات ؛ فيبذل أولا ماله ثم جاهه ثم نفسه ثم روحه .. وهذه أول قدم فى الطريق.
قوله جل ذكره : (وَابْنِ السَّبِيلِ)
وهو على لسان العلم : من وقع فى الغربة ، وفارق وطنه على أوصاف مخصوصة.
وعند القوم : إذا تغرّب العبد عن مألوفات أوطانه فهو فى قرى (٢) الحقّ ؛ فالجوع طعامه ، والخلوة مجلسه ، والمحبة شرابه ، والأنس شهوده ، والحقّ ـ تعالى ـ مشهوده. قال تعالى : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) (٣) : لقوم وعد فى الجنة ، ولآخرين نقد فى الوقت ؛ اليوم شراب المحابّ وغدا شراب الثواب ، وفى معناه أنشدوا :
ومقعد قوم قد مشى من شرابنا |
|
وأعمى سقيناه ثلاثا فأبصرا |
وأخرس لم ينطق ثلاثين حجّة |
|
أدرنا عليه الكأس يوما فأخبرا |
قوله جل ذكره : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ)
عين العداوة بالمساوئ موكّلة ، وعين الرضا عن المعايب كليلة.
بسطوا اللائمة فى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعابوه بما هو أمارة كرمه ، ودلالة فضله ،
__________________
(١) أي أن دينهم ليس يقضى أبدا إذ أمرهم بيد مالكهم.
(٢) القرى ـ الضيافة والإكرام.
(٣) آية ٢١ سورة الإنسان