قوله جل ذكره : (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٤))
سخر البحر فى الظاهر ، وسهّل ركوبه فى الفلك ، ويسّر الانتفاع بما يستخرج منه من الحلىّ كاللؤلؤ والدّرّ ، وما يقتات به من السمك وحيوان البحر.
ومن وجوه المعاني خلق صنوفا من البحر ، فقوم غرقى فى بحار الشغل وآخرون فى بحار الحزن ، وآخرون فى بحار اللهو .. فالسلامة من بحر الشغل فى ركوب سفينة التوكل ، والنجاة من بحر الحزن فى ركوب سفينة الرضا ، والسلامة من بحر اللهو من ركوب سفينة الذكر ، وأنشد بعضهم (١).
قوله جل ذكره : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥))
الرواسي فى الظاهر الجبال ، وفى الإشارة الأولياء الذين هم غياث الخلق ، بهم يرحمهم ، وبهم يغيثهم .. ومنهم أبدال ومنهم أوتاد ومنهم القطب. وفى الخبر : «الشيخ فى قومه كالنبى فى أمته» وقال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٢) ، كما قال تعالى : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ) (٣) ، وأنشد بعضهم :
وا حسرتا من فراق قوم |
|
هم المصابيح والأمن والمزن |
قوله جل ذكره : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (١٦))
الكواكب نجوم السماء ومنها رجوم للشياطين ، والأولياء نجوم فى الأرض. وكذلك العلماء وهم أئمة فى التوحيد وهم رجوم للكفّار والملحدين.
__________________
(١) سقط الشاهد الشعرى من الناسخ.
(٢) آية ٣٣ سورة الأنفال.
(٣) آية ٢٥ سورة الفتح.