قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥)
____________________________________
[٢] (قُلْ) يا رسول الله (أَعُوذُ) أي أستجير وأعتصم من الشرور (بِرَبِّ النَّاسِ) خالقهم ومربيهم.
[٣] (مَلِكِ النَّاسِ) فهو المالك المطلق لهم ، لا ملك غيره وسائر الملوك إنما هم صوريون ، لا حقيقة لملوكيتهم إلا الاعتبار.
[٤] (إِلهِ النَّاسِ) الذي هو إلههم ، فليست الأصنام آلهة كما يزعم الكفار ، فهو «رب» و «ملك» و «إله» فتربية الناس منه ، وسيدهم المالك لهم هو ، ومعبودهم الذي لا معبود سواه هو سبحانه.
[٥] (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ) أي أعوذ بالله من شر الشيء الذي يوسوس للإنسان ، ليلقيه في الكفر والعصيان ، وأصله من «الوسوسة» وهي الصوت الخفي ، فإن من يريد الإغواء من إنس أو شيطان يخفي الصوت في أذن الشخص أو صدره ، حتى يضله ويلقيه في المعصية (الْخَنَّاسِ) من «خنس» بمعنى اختفى ، وذلك لأن من يريد الإضلال كثير الاختفاء ، أما الشيطان فواضح ، وأما الإنسان فإنه إذا أراد الإضلال يخفي نفسه لئلا يراه أحد فيحبط وسوسته ، وتظهر مكيدته للناس فيزدرونه ويطردونه.
[٦] (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) أما وسوسة الشيطان في الصدر فواضح ، وكونه في الصدر لأن الوسوسة في القلب والقلب في الصدر ، وأما وسوسة الإنسان فيه فلأنه يلقي الكلام إلى القلب ـ من