إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ
____________________________________
الله ، وصراطه المستقيم (إِنَّهُ) أي الشيطان (لَكُمْ) أيها البشر (عَدُوٌّ مُبِينٌ) ظاهر العداوة.
[٦٤] (وَلَمَّا جاءَ عِيسى) إلى اليهود (بِالْبَيِّناتِ) أي الأدلة الخارقة الواضحة كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص (قالَ) لهم (قَدْ جِئْتُكُمْ) مرسلا إليكم (بِالْحِكْمَةِ) أي بالنبوة التي هي عرفان الشريعة وسائر الأمور المرتبطة بدين الناس ودنياهم ، فإن الرسول وحده يعلم موضع كل شيء ويتمكن من وضع كل شيء موضعه ، وقد سبق أن الحكمة عبارة عن وضع كل شيء في موضعه اللائق به (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) فقد اختلف اليهود في كثير من شريعة موسى عليهالسلام فجاء عيسى مبينا لهم الحق في بعض تلك الاختلافات ، وإنما قال «بعض» لأن كل الاختلافات الجزئية لا يسهل إعلام أهلها بالحق فيها وهذا يظهر إذا قاس الإنسان ذلك بالاختلافات في ذات نفسه ، فإن الخطوط العامة للاختلافات يمكن بسهولة بيان الحق فيها أما الاختلافات بين كل فردين منتشرين هنا وهناك في بعض الأمور الدينية ، فلا يسهل استيعابها ، ولا يهم الداعي والمرشد بيان الحق فيها (فَاتَّقُوا اللهَ) أيها اليهود ، وخافوا عقابه في العصيان (وَأَطِيعُونِ) فيما آمركم وأنهاكم ، وحذف «الياء» للتخفيف والتنسيق.
[٦٥] (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي) فلست إلها (وَرَبُّكُمْ) فلا إله غيره ، فقد كانت الوثنية تتحكم في بعض طوائف اليهود (فَاعْبُدُوهُ) وحده لا شريك له