فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣)
____________________________________
للتجاوز ، أي تركبن حالا مجاوزين عن حال سابقة ، وإنما سمي الحال طبقا لأنه يطابق الإنسان ، والمعنى أنكم تسيرون في أحوالكم المختلفة سيرا حتى تنتهون إلى يوم القيامة ، كما قال في أول السورة «إنك كادح» وهذا هو جواب «لا أقسم» ، وكأن هذه الجمل للتنبيه على تغير أحوال الدنيا ، فلا يغتر الإنسان بحالها الحسن وينسى الآخرة حتى تفوته دنياه وآخرته.
[٢١] وإذا كانت الدنيا معرض زوال وفناء ، وأحوالها معرض تبدل وانقلاب (فَما لَهُمْ) أي لهؤلاء الكفار (لا يُؤْمِنُونَ) بالله حتى ينجون من عذاب الآخرة الباقية؟
[٢٢] (وَ) ما لهم (إِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) أي لا يخضعون لله سبحانه ، بعد أن تتلى عليهم آياته ، وتتم عليهم الحجة بقراءة القرآن عليهم؟
[٢٣] (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) عوض أن يخضعوا (يُكَذِّبُونَ) بالله والرسول واليوم الآخر.
[٢٤] (وَاللهُ أَعْلَمُ) من كل أحد حتى من أنفسهم (بِما يُوعُونَ) هؤلاء المكذبون ، والمعنى بما يضمرون في صدورهم من الكفر والنوايا السيئة ، من «وعي» بمعنى تقبل وجمع ، يقال «فلان يعي الكلام» أي يتقبله ويحفظه.