الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠)
____________________________________
وتخالفه ، آمنا من عذابه وعقابه؟ وهل كان من العدل أن تقابل كرمه بالعصيان؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ ـ وفي حديث أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما تلا هذه الآية قال : غره جهله (١).
[٨] (الَّذِي خَلَقَكَ) بأن أوجدك منيا (فَسَوَّاكَ) جعل أجهزتك سليمة معدة لمنافعها (فَعَدَلَكَ) أي جعل بعض أعضائك عدل بعض كعينين ويدين ورجلين وما أشبه بحيث يتناسب أحدهما مع الآخر دون كبر في بعض وصغر في بعض.
[٩] (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ) «ما» زائدة لتأكيد اختلاف الصور (رَكَّبَكَ) أي ركبك في أية صورة شاء من أنواع الصور الحسنة والقبيحة والمليحة أو غيرها وهكذا ، فإن بسائط الجسم من لحم وعظم وشحم ودم وغيرها ركب سبحانه منها صورة كل إنسان بشكل خاص.
[١٠] فهل بعد ذلك كله تنكرون وجود الله ، أو قدرته على البعث (كَلَّا) ليس الأمر على ما تزعمون (بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) أي بالجزاء لا تؤمنون ، بل تكذبون.
[١١] وتظنون أن لا حساب (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ) أيها الناس (لَحافِظِينَ) من الملائكة ، يحفظون أعمالكم بكتابتها في دواوين لتجزون عليها يوم القيامة ، و «حافظين» اسم «إنّ».
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧ ص ٩٤.