مُبِينٌ (١٥) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧)
____________________________________
في ذاته ، في صفاته ، في توحيده في الرسالة ، في المعاد (مُبِينٌ) أي بيّن الكفر ظاهره.
[١٧] ثم إن الكفار قالوا : الملائكة بنات الله فيأتي السياق لاستنكار قولهم هذا ، بالإضافة إلى استنكار أصل اتخاذه ـ سبحانه ـ ولدا (أَمِ اتَّخَذَ) أي هل اتخذ الله سبحانه (مِمَّا يَخْلُقُ) من صنوف الخلق (بَناتٍ) بأن جعل الملائكة بناتا له (وَأَصْفاكُمْ) أي أخلصكم (بِالْبَنِينَ)؟ فلو كانت البنت مكروهة ـ كما في عرفكم ـ كيف تنسبون المكروه إليه ، وتقولون إنا مختصون بالذكور؟ وهل هذا إلا تنزيل لقدر الله دون مرتبتكم.
[١٨] (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ) أي أحد هؤلاء الكفار الذين قالوا إن الملائكة بنات الله (بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً) أي بما جعل شبها لله ، فإن ولد كل شيء شبهه ونظيره ، والمراد إذا بشر أحدهم بأن ولدت زوجته بنتا له (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) أي انقلب وجهه إلى السواد لكثرة الغم الذي يصيبه من هذه البشارة ، فإن الإنسان إذا اغتاظ ، توجه الدم إلى وجهه ، وحيث إن الدم يضرب إلى السواد يظهر من تراكمه لون السواد ، ولعل التعبير ب «ظل» لبيان دوام الاسوداد في وجهه مدة أيام ، لكثرة الحنق والغيظ (وَهُوَ كَظِيمٌ) أي مملوء غضبا ، كاظما نفسه ، لئلا يبدو منه ما ينافي شأنه.