الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦)
____________________________________
[٢] (الْحَاقَّةُ) هي من أسماء القيامة ، وإنما سمي المحشر بها لأنها ساعة تحق وتتحقق ، من «حق» بمعنى ثبت وصدق ووجب ، وهي في الإعراب مبتدأ خبره :
[٣] (مَا الْحَاقَّةُ؟) كما تقول : زيد ما زيد؟ وهو استفهام معناه التفخيم ، أي أيّ شيء هي؟ وما أكثر أهوالها وشدائدها.
[٤] (وَما أَدْراكَ) يا رسول الله ، أو أيها الإنسان (مَا الْحَاقَّةُ) أيّ أيّ شيء هي ، فإنك إذا لم تعاينها لم تعلم شدائدها ، وهذا ليس نفيا بعلم الرسول ـ لو كان الخطاب موجها إليه ـ بل كناية عن شدتها.
[٥] ثم جاء السياق ليبين أحوال جملة من الأمم الماضية الذين كذبوا بالقيامة فأخذهم الله سبحانه وأهلكهم (كَذَّبَتْ ثَمُودُ) أي قبيلة ثمود ، وهم قوم صالح عليهالسلام (وَ) قبيلة (عادٌ) قوم هود عليهالسلام (بِالْقارِعَةِ) أي بالقيامة ، وتسمى «قارعة» لأنها تقرع الأشياء وتدكها وتقرع القلوب وتخفيفها.
[٦] (فَأَمَّا ثَمُودُ) فقد جوزوا على تكذيبهم بأنهم أهلكوا (بِالطَّاغِيَةِ) أي بالصيحة الطاغية التي طغت عليهم فخلعت قلوبهم وأهلكتهم.
[٧] (وَأَمَّا عادٌ) فقد جوزوا على تكذيبهم بأنهم أهلكوا (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) أي باردة شديدة العصوف (عاتِيَةٍ) قد عتت عند حدها المألوف ، والريح مؤنث سماعي.