وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا
____________________________________
[١٢] (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا) بيانا لأن الإيمان ينفع صاحبه وإن كان امرأة تحت أكفر الناس (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) آسية بنت مزاحم التي آمنت بموسى وكان زوجها يدعي الربوبية ، ويقول أنا ربكم الأعلى (إِذْ قالَتْ) في مناجاتها لله تعالى يا (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) فإني لا أرغب في بيوت الدنيا ولا أعمل لها (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ) فإنه كان يعمل بالكفر والعصيان (وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أتباع فرعون وحاشيته ، فاستجاب الله دعاءها ، فقبضها وأدخلها الجنة ، ولم يكن يضرها عمل زوجها.
[١٣] كما مثل سبحانه للمؤمنين بامرأة أخرى لم يضرها قول الناس فيها ، بعد أن كانت طاهرة ونقية دلالة على أن عمل الغير وقوله السيء لا يؤثر في المؤمن شيئا بعد أن كان هو بنفسه مؤمنا صالحا (وَ) ضرب الله مثلا للذين آمنوا (مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) أي حفظته من البغاء ، وفيه تكذيب أعداء الله اليهود إذ قالوا فيها ما هم أحق به وأحرى.
(فَنَفَخْنا فِيهِ) أي في فرجها (مِنْ رُوحِنا) أي الروح المضاف إلينا ـ تشريفا ـ وذلك كإضافة البيت إليه سبحانه ، في قولنا «بيت الله» والمراد به المسيح عليهالسلام وكون النفخ فيه باعتبار خروج الولد منه ، أو