وَتَرَكْنا
فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧) وَفِي مُوسى إِذْ
أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨)
فَتَوَلَّى
بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
(٣٩) فَأَخَذْناهُ
وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ
____________________________________
لوط عليهالسلام ، وقد كانت زوجته أيضا مع الكفار ، ولما خرج لوط وأهل
بيته إلا زوجته ، وابتعدوا عن المدينة ، نزل على القرى العذاب.
[٣٨]
(وَتَرَكْنا فِيها) في قرى لوط التي دمرت (آيَةً) علامة وهي الآثار الباقية التي يراها الناس حين يمرون
بتلك الأرض ، والبحر الميت قرب الأردن ـ إلى الآن ـ من آثار تلك القرى (لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ
الْأَلِيمَ) المؤلم وحيث إن الذي يخاف يعتبر دون غيره ، خصص سبحانه
الآية (لِلَّذِينَ يَخافُونَ) وإلا فكونه آية يراها الكل.
[٣٩]
(وَفِي مُوسى) عطف على (وَفِي الْأَرْضِ
آياتٌ) أي أن في موسى عليهالسلام آيات ، والظرف على سبيل المجاز ، إذ الآيات في مجموع
القصة (إِذْ أَرْسَلْناهُ
إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة واضحة تدل على صدقه في دعواه النبوة ، والمراد بها
معاجزه عليهالسلام.
[٤٠]
(فَتَوَلَّى) فأعرض فرعون (بِرُكْنِهِ) كأن إعراضه بسبب ما كان يتقوى به من جنوده وملكه ،
فموسى عليهالسلام اعتمد على الحجة ، وفرعون اعتمد على القوة (وَقالَ) فرعون إن موسى عليهالسلام (ساحِرٌ) إن كان عاقلا فيما يفعل (أَوْ مَجْنُونٌ) إن كان لا يعقل ، فإن قسما من المجانين الذين دخلت فيهم
الأرواح الشريرة يفعلون الخوارق.
[٤١]
(فَأَخَذْناهُ
وَجُنُودَهُ) الذين كانوا معتمد فرعون في تكذيبه لموسى عليهالسلام (فَنَبَذْناهُمْ) طرحناهم طرح إهانة (فِي الْيَمِ) في البحر فغرقوا جميعا