ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً
____________________________________
[٢] (ق) ورد عن الصادق عليهالسلام أن «ق» هو الجبل المحيط بالأرض وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها (١). أقول : إن الأمواج المحيطة بالأرض مما يشملها الهواء ، سميت بالجبل ، لأنها مثله في الارتفاع والشموخ ، ومن المعلوم أن تراكم الذرات في هذا الجو السيّال يسبب لونا خاصا ، هو لون السماء ، ولو لا هذا الغلاف الجوي لهلك الإنسان ، لما تكون الأرض معرضا لتساقط الأحجار ، ملايين الأحجار من الجو ـ كما ثبت في العلم الحديث ـ وقد تقدم الكلام في فواتح السور وفي إعرابها (وَالْقُرْآنِ) قسما بالقرآن (الْمَجِيدِ) ذي المجد أي العظمة والشرف ، وجواب القسم محذوف أي قسما بالقرآن المجيد ، أنه حق ، بقرينة ما بعده ـ وهناك احتمالات أخر مذكورة في التفاسير.
[٣] (بَلْ عَجِبُوا) الكفار (أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ) هو الرسول الذي ينذرهم من عاقبة كفرهم (مِنْهُمْ) من جنسهم لا من جنس الملائكة والجن ، والمراد بالمنذر هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَقالَ الْكافِرُونَ هذا) كون النبي منذرا من قبل الله تعالى (شَيْءٌ عَجِيبٌ) هو الشيء الذي لم يألفه الإنسان ولم يتوقعه.
[٤] وحيث كان أنذرهم بالعاقبة السيئة بعد الموت قال الكفار ـ بصدد بيان تعجبهم ـ (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) لأن الميت بعد زمان من موته يتحول إلى تراب ، أنرجع أحياء ، كما يقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ وقد حذف جواب
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٣٧٣.