الحقيقة وهدى الله إليها ـ إلّا ليزدادوا صلابة وثباتا واستسلاما لله رجاء مغفرته ورحمته.
إصرار فرعون وقومه على الكفر ومجيء موسى بالآيات :
وقد أصر فرعون وقومه على الكفر ، وصمّموا على مواصلة خط اضطهاد بني إسرائيل وتعذيبهم ؛ إذ (... قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ...) فلا يخضعون لك ولا يتعبدون لها ، (... قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ)(١).
وازداد العذاب والبلاء والأذى على بني إسرائيل ، فاستغاثوا بموسى عليهالسلام ، فأوصاهم أن يستعينوا بالله ، ويصبروا على البلاء والمحنة ، فإنّ (... الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)(٢).
وهكذا واجه موسى وبنو إسرائيل ذلك بالصبر والثبات انتظارا للوقت الذي يحقّق الله ـ سبحانه ـ فيه وعده لهم بوراثة الأرض.
وقد أمر الله ـ سبحانه ـ موسى أن يخبر فرعون وقومه بأنّ العذاب سوف ينزل بهم عقابا على تكذيبهم له ، وتعذيبهم لبني إسرائيل ، وامتناعهم عن إطلاقهم وإرسالهم ، فجاءت الآيات السماوية يتلو بعضها بعضا ، فأصابهم الله بالجدب ،
__________________
(١) الأعراف : ١٢٧.
(٢) الأعراف : ١٢٨ ـ ١٢٩.