ثم قال له : (... أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ...)(١) ومرض ، فأدخل يده واذا بها تخرج بيضاء ، ثمّ ردها فعادت كما كانت.
وبعد ذلك أمره الله ـ سبحانه ـ أن يذهب بهاتين الآيتين المعجزتين إلى فرعون وقومه ؛ ليدعوهم إلى الله سبحانه ، فخاف موسى من تحمل هذه المهمة ، فقال : (... رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ* وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي ...) وذلك من أجل أن (... يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ.)
قال الله له : (... سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما ...)(٢) ، (فَأْتِياهُ) (فرعون) (... فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ...)(٣).
وحينما عاد موسى إلى مصر توجه مع أخيه هارون إلى فرعون ، فقالا له :
(... إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ...) رب العالمين ، ولا يمكن أن نقول على الله غير الحقّ الذي أرسلنا به ، وقد جئناك ببينة من ربك (... فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ ...) وارفع عنهم العذاب الذي تنزله فيهم ، وقد قالا له ذلك بشكل لين وباسلوب استعطافي هادئ.
وكأنّ فرعون قد استغرب هذه الرسالة من موسى وأخيه ؛ لأنّه كان يعرف أنّ
__________________
(١) النمل : ١٢.
(٢) القصص : ٣٣ ـ ٣٥.
(٣) طه : ٤٧.