وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ
____________________________________
أن يذهب ، وهكذا الحق يبقى ـ ليحيا ـ والباطل يفنى ويذهب (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ) يقال أوقد النار ، بمعنى أشعلها ، وضمير «عليه» يرجع إلى «ما» الموصولة في «مما» الذي مصداقه «الفلزات» كالفضة والذهب والحديد ، وسائر المعادن ، وإنما قال «عليه» لأن الإيقاد ، يكون «على الفلز» كأنه يضرّ به ، إذ يخضعه للذوبان ، كالذي يتسلط على غيره (فِي النَّارِ) حال تقديره ثابتا في النار ، أي في حال كون ما يوقد عليه ، ثابتا في النار ، فإن الفلز يجعل على النار حتى يذوب (ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ) حال عن الضمير في «يوقدون» أي الذين يوقدون الفلز في النار ، في حال كونهم يبتغون ويطلبون بذلك الزينة ـ كما لو أذابوا الذهب والفضة ، للسوار والقلادة ونحوهما ـ أو يطلبون بذلك «المتاع» أي ما يمتع به ، ويستعمل في الحوائج ـ كما لو أذابوا الزنك ، والحديد والنحاس ، لصنع الأواني والمحراث ، والإبريق ونحوها ـ فهنا حالان ، «في النار» حال عن الضمير في «عليه» و «ابتغاء» حال عن الضمير في «يوقدون» و (زَبَدٌ مِثْلُهُ) مبتدأ و «مثله» صفته ، خبره «مما يوقدون» المتقدم ، وإنما تقدم الخبر ، لأن المبتدأ ، إذا كان نكرة ، قدم خبره الذي هو ظرف ، أو جار ومجرور عليه ، قال ابن مالك.
ولا يجوز الابتداء بالنكرة |
|
ما لم تغد كعند زيد نمرة |
والمعنى أن بعض الفلزات الذي يشعل الناس النار «عليه» أي على ضرر ذلك الفلز لأجل إخضاعه وإذابته ، في حال كون ذلك الفلز في النار ، وفي حال كون الناس يبتغون بالإذابة ، صنع الزينة ، أو صنع الأمتعة ، زبد خبيث ، مثل زبد الماء ، فيطفوا على البوتقة ، حتى يغطي