وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (٣)
____________________________________
طلعت يقدمها أورق ، ولما جاءت العير وسألوهم عن ما ذكره الرسول؟ تبين صدقه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكنهم أبوا إلا الكفر والفساد ، ولم يؤمنوا (١).
[٣] وبمناسبة الحديث عن المسجد الأقصى ، يأتي السياق لبيان أحوال موسى عليهالسلام ، وبني إسرائيل الذين كانوا هناك ، وما جرى عليهم حين أفسدوا وعملوا بالمعاصي (وَآتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) هو التوراة ، كما أعطيناك يا رسول الله القران (وَجَعَلْناهُ) أي الكتاب الذي هو التوراة (هُدىً) هداية وإرشادا إلى الحق (لِبَنِي إِسْرائِيلَ) وهم اليهود ، سموا بذلك ، لأنهم من أبناء يعقوب ، وكان يسمى «إسرائيل» ومعناه «عبد الله» ، وكان أول الهدى الذي أنزل لأجله التوراة (أَلَّا تَتَّخِذُوا) أيها اليهود (مِنْ دُونِي وَكِيلاً) ربّا تتوكلون عليه في أموركم ، بل هو الله الواحد الذي لا شريك له.
[٤] يا (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) فأنتم أيها اليهود من أولاد أولئك الآباء الطاهرين المؤمنين الذين أنعمنا عليهم بإنجائهم من الغرق ، حيث آمنوا بالله ورسله فلا تنحرفوا ، بعد ما رأيتم نعمتي عليكم وعلى آبائكم من قبل ، وفيه تلميح إلى ذكر نوح ، بعد ذكر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وموسى عليهالسلام (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) فهو عبد كمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم «أسرى بعبده» شكور يقابل نعم الله سبحانه بالشكر لا بالكفر. وهو تعريض باليهود الذين كفروا.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ص ٢١٦.