هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ
____________________________________
الهدى ، لكنه تعالى خلق الدنيا للامتحان وذلك لا يكون إلا بالاختيار ، فهو سبحانه لا يشاء إلا أن يكون كل أحد مختارا فيما يأخذ ويدع.
[١١] ثم انتقل السياق من المركوبات وما إليها مما خلقها لنفع الإنسان ، إلى قسم آخر من الآيات الكونية التي جعلها لنفع البشر (هُوَ) الله سبحانه وحده (الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ) أي من جهة العلو (ماءً) هو المطر (لَكُمْ) أيها البشر (مِنْهُ) أي من ذلك الماء (شَرابٌ) تشربونه وتستعملونه في سائر حوائجكم (وَمِنْهُ شَجَرٌ) أي ينبت من ذلك الماء الشجر والمراد به كل نبات فإنه يطلق على ما ينبت من الأرض قام على ساق أولم يقم (فِيهِ) أي في ذلك الشجر (تُسِيمُونَ) يقال أسام ماشيته إذا رعاها ، أي ترعون أنعامكم ، ولو لا ماء المطر بم كانت تتقوت الأنعام؟
[١٢] و (يُنْبِتُ) الله سبحانه (لَكُمْ) أيها البشر (بِهِ) أي بماء السماء (الزَّرْعَ) مما يزرع ويأكله الإنسان ، أو يتجمل به ، أو يتنزه بمنظره ، أو الأعم من ذلك ومما ترعاه الماشية من باب ذكر العام بعد الخاص (وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ) جمع نخل وهو ما يثمر التمر (وَالْأَعْنابَ) جمع عنب أي أشجار الأعناب (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) أي ينبت لكم بالماء كل الثمار ، والمراد بها الأشجار المثمرة ، فلو لا ماء السماء «المطر» لم ينبت شيء ، والعيون والأنهار إنما هي من ماء السماء