وَعَلَى
اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩)
____________________________________
صحيح ، فإن صانعها ليس إلا جزءا صغيرا في سلسلة العلل المهيئة لها من معدن
، ونار ، وهواء وغيرها.
[١٠] وفي سياق
السفر إلى البلاد البعيدة والسير بواسطة المركوبات المحسوسة ، يأتي بيان السير نحو
المقصد الحقيقي للإنسان الذي هو السعادة الأبدية ، وينتقل السياق من سير جسماني
إلى سير روحاني (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ
السَّبِيلِ) أي السبيل القاصد ، وهو السبيل المستقيم الذي إذا سلكه
الإنسان أوصله إلى السعادة في الدنيا والآخرة ، كأن السبيل قاصد إلى هدف ولذا لا
ينحرف ولا يلتوي ، كالإنسان القاصد ذي الغاية الذي يسير مستقيما نحو هدفه ، فهو من
إضافة الصفة إلى الموصوف ، نحو وضح النهار ، أي النهار الواضح ، ومعنى على الله ،
أن عليه سبحانه أن يبيّنه ويرشد الناس إليه (وَمِنْها) أي من السبل (جائِرٌ) منحرف كأن الطريق قد جار فلم يستقم كالإنسان الظالم
الذي يجور وينحرف وقد كان من الانهزامية الغربية ، القول بأن «الجائر» مأخوذ من «جأر»
بمعنى صوّت ، والمراد به «الطائرة» ونحوها من الآلات البخارية الحديثة التي تحدث
الصوت عند حركتها ، وقد مني المسلمون بأناس منهزمين يريدون تطبيق الإسلام على
الغرب ويظنون أن ذلك كسب لهم ، وللإسلام ، غافلين أن ذلك انتصار للغرب ، فإنهم
أخذوه ، وما خالف الإسلام له ، أوّلوا الإسلام له ليوافقوا بينهما بهزيمة الإسلام.
(وَلَوْ شاءَ) الله سبحانه (لَهَداكُمْ
أَجْمَعِينَ) بأن أجبركم على