وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ
____________________________________
سماعي ـ أما لو رجع إلى سبيل الله ، كان المعنى : أنهم يزيدون وينقصون في سبيل الله وأحكامه ليظهروا للناس أنها منحرفة زائفة ، فيصرفوهم عنها (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) أي بالدار الآخرة ، من البعث والحساب والجزاء (هُمْ كافِرُونَ) غير مقرّين.
ولا يخفى أن هذه الأوصاف ، تنطبق على الذين يفترون على الله الكذب ، فإنهم الصادون عن السبيل ، الجاحدون بالآخرة ، وإن أقرّ بعضهم بها لسانا ، فلو لا جحودهم قلبا لم يصدوا عن طريقه سبحانه.
[٢١] (أُولئِكَ) الذين صدّوا عن السبيل وكفروا بالآخرة (لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) أي لم يكونوا يتمكنون من أن يعجزوا الله سبحانه في شيء من إرادته ، فيهدي الناس على رغمهم ، ولو أراد أن يأخذهم ويهلكهم لم يكن أمرهم عسيرا عليه ، فهم في قبضته وتحت قدرته ، وكأن ذكر «في الأرض» للإشارة إلى أنهم لا يتمكنون من تعجيزه في محل سيطرتهم وإمكانياتهم ، فكيف بالآخرة التي يحشرون فيها فرادى بلا مال ولا جاه ولا قوة (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي غير الله سبحانه (مِنْ أَوْلِياءَ) وأنصار ينصرونهم ويتولون أمرهم ، فإن الله سبحانه هو الذي بيده الأمور ، ويتولى كل شيء ، فإذا نزلت بهؤلاء كارثة لم يكن هناك منقذ لهم (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ) عذاب كفرهم بأنفسهم ، وعذاب صدّهم ، وكونهم سببا في كفر غيرهم ، كما قال سبحانه في آية أخرى : (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا