وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧)
____________________________________
ذلك ، إنما كانت بسبب أنهم أعرضوا عن الحق فتركهم الله سبحانه في كفرهم. وهو معنى إرادته أن يموتوا كافرين.
[٥٦] وقد كان هؤلاء المنافقين يريدون اللعب على حبلين ، فحيث أن السلطة بيد المسلمين يريدون إرضاءهم بإظهار أنهم منهم ، وحيث أن قلوبهم كانت منكرة كانوا مع الكافرين باطنا وعملا ، لكن الله سبحانه أبدى نواياهم (وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ) يقسمون بالله إنهم مثلكم في الإيمان والإخلاص (وَما هُمْ مِنْكُمْ) ليسوا مثلكم (وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) من «فرق» بمعنى خاف ، أي يخافون ويجتنبون القتل والقتال ، وكيف يكون من يجبن مثل غيره من المسلمين الأقوياء القلوب؟!
[٥٧] (لَوْ يَجِدُونَ) أي لو وجد هؤلاء المنافقون الجبناء (مَلْجَأً) حصنا ، ويسمّى الحصن بذلك ، لأن الإنسان يلجأ عند الخوف إليه (أَوْ مَغاراتٍ) جمع «مغارة» ، من «غار يغور» إذا دخل ، ومنه «الغار» بمعنى النقب في الجبل (أَوْ مُدَّخَلاً) من «ادّخل» أصله أو «تدّخل» من باب الافتعال قلبت تاؤه دالا ، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن ، والمراد به النفق وشبهه ، أي : لو وجد هؤلاء المنافقون الجبناء محل فرار سواء كان حصنا أو غارا أو ثقبا في الأرض (لَوَلَّوْا إِلَيْهِ) أي فروا منكم ومن القتال إلى ذلك المخبأ (وَهُمْ يَجْمَحُونَ) من